الأربعاء، 15 أبريل 2015

سيدي امحمد بوقبرين (رضي الله عنه)

سيدي امحمد بوقبرين (رضي الله عنه)



سيدي أمحمد بن سيدي عبد الرحمن ، المعروف بسيدي امحمد بوقبرين ،هو مؤسس الطريقة الرحمانية ، ولد حوالي عام 1774 ميلادي ، في قرية آيت إسماعيل ، قرب بوغني في منطقة القبائل .
حفظ القرآن العظيم ،وتعلم مبادئ اللغة والعربية ، كما درس الفقه ، ثم توجه إلى جامع الأزهر ،وكان صغيرا، فتزوج في القاهرة ، وكان شيخه سيدي محمد بن سالم الحفناوي المصري (رضي الله عنه) ،فأخذ عنه ،وعن فضلاء الأزهر ، ثم انتقل إلى السودان للدعوة والتبليغ ،ونشر المعارف الدينية ، وترسيخ الثقافة الإسلامة ،وتربية الناس على السير والسلوك ، حيث أقام هناك ستة سنوات ، فنجحت دعوته في السودان نجاحا كبيرا، عاد بعدها إلى مصر ومن ثمّة رجع إلى وطنه الجزائر لنشر العلم وخدمة الناس .
بعد ثلاثين عاما من الغياب عن أرض الوطن، عاد أخيرا إلى بلاده ، واستقر أول ما وصل الى الجزائر ، في قريته آيت إسماعيل، حيث كان قد أسس بها زاوية علمية ، ثم انتقل إلى الجزائر العاصمة ، وأسس بها زاوية اخرى ، في مكان أصبح يسمى فيما بعد (منطقة الحامة.)
شاعت زاوية الحامة في جميع أنحاء الجزائر ، وكانت هذه الزاوية ، ترحب بطلبة العلم ،والفقراء ،والأيتام ،وعابري السبيل ، وهي أيضا جامعة حيث يتم بها تدريس العديد من العلوم .

طريقته الخلواتية أصبح اسمها الرحمانية نسبة الى والده سيدي عبد الرحمن الجرجري .
كان العارف بالله الشيخ أمحمد بن عبد الرحمن بوقبرين ،عالم جامع بين الشريعة والحقيقة ، وكان لا يخاطب الناس إلا بما يفهمون ،مراعاة للحال والمقام، حيث نقل عن البخاري في صحيحه ،عن الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنه قال : "حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله" وفي رواية اخرى : "خاطبوا الناس على قدر عقولهم" ،فانتفع بإرشاده الخواص ،و العوام، وانجذب إليه أهل العلم من طلبة ،ومشايخ ،ومريدين .
اشتهر أمره في الجزائـــر،والمغرب العربي ، وانتـشر ورده بين النــاس . ،قضى معضم حياته في الدعوة الى الله ،وتبليغ تعاليم الدين الحنيف ،وترسيخ ثقافة الإسلام الأصيل ،وتربية العباد على السير والسلوك ،وخدمة الناس ،إلى أن توفـي (رضي الله عنه) سنــــــة 1208 هـجري قمري ، عام (1794ميلادي) في آيت إسماعيل ،ودفن بها ،ثم نقله أهله الى الجزائر العاصمة ،خفية ودفن قرب الحامة ببلوزداد، وضريحه الآن كائنٌ هناك ،ولذلك صار يدعى “بوقبرين”.
لم يترك الشيخ امحمد بوقبرين ،ولدا من صلبه ،ولكن أولاده هم أبناء ومريدي ومشايخ الطريقته الرحمانية ، وكلهم أبا عن جدّ أقطاب كبار، وهم كثيرون ويتواجدون في الجزائر ، وتونس ،والسودان ، وفلسطين ،ومصر ، وسينغال ، وساحل العاج ،وغيرها من المناطق ، ومن مشايخ الطريقة الرحمانية ، سيدي علي بن عيسى ،و سيدي محمد أمزيان بن الحداد ، وسيدي محمد بن أبي القاسم البوجليلي، والشيخ علي ، وسيدي عبد الرحمن باش تارزي ،والشيخ سيدي محمد بن عزوز جد الشيخ المكي بن الشيخ سيدي مصطفى بن عزوز ،و القطب سيدي علي بن عمر، وسيدي عبد الحفيظ الخنقي، وسيدي مبارك بن قويدر، والشيخ المختار بأولاد جلال ،وسيدي الصادق، وسيدي علي بن عمر ، وسيدي خليفة أستاذ سيدي علي بن الحملاوي، وسيدي مصطفى بن عزوز، وتلميذه سيدي علي بن عثمان ،وتلميذ الشيخ المختار سيدي الشريف ابن الأحرش، والقطب سيدي محمد بن أبي القاسم الشريف الهاملي ، وتلامذته سيدي المكي بن عزوز ،وتلميذ الشيخ الصادق ،سيدي الحاج السعيد بن باش تارزي، والشيخ الحاج المختار ، والعلامة الطاهر الحسني القجالي السطايفي ،والعلامة الصديق بن الطاهر حمادوش ،والشيخ العلامة المختار بن الشيخ ،والشيخ الطيب زروق ، والشيخ محمد الصديق حمادوش ، والشهيد الشيخ عبد الحميد حمادوش ، والشيخ المنور مليزي ،والشيخ القريشي مدني ،وغيرهم من المشايخ الرحمانيين ،الذين يعدّون بمثابة نجوم زاهرة تسطع في سماء الجزائر وفضائها الديني والثقافي.
وللشيخ محمد بن عبد الرحمن بوقبرين ، رسائل كثيرة في تعليم الخلق ،وإرشادهم إلى طريق الخير ،والحق.. ولكنها مع الأسف لم تطبع.
ومعلوم أن سجّل الطريقة الرحمانية في محاربة الاحتلال الفرنسي يرصّع بأحرف من نور في تاريخ الجزائر كما هو شائع، وما تزال الزوايا الرحمانية المبثوثة في القطر الجزائري ،وغيره ،تشع بأنوارها وتسطع بأسرارها، ويعمّ نفعها البلاد والعباد.


هناك تعليق واحد:

  1. هنالك خطاء في تاريخ الميلاد 1720 بدلا من 1774
    الرجال الصحيح المعلومة شكرا

    ردحذف