الجمعة، 24 أبريل 2015

قراءة في تاريخ منطقة ڤجال


قراءة في تاريخ منطقة ڤجال






نبذة عن المنطقة : 



توجد بلدية ڤجال في دائرة ڤجال ، الكائنة بولاية سطيف  الجزائرية ،تحدها شمالا بلدية سطيف ،وبلدية أولاد صابر ،وجنوبا بلدية بئر حدادة ،وبلدية عين لحجر ،وشرقا بلدية بازر سكرة ،وغربا بلدية مزلوق ،وبلدية ڤلال 




  

المساحة و  تعداد السكان :


وهي بلدية تبلغ مساحتها 351 كم2 ،وتعداد سكانها حوالي 33.685 مواطن (احصاء سنة 2008) ، 





المساحة الموجهة لزراعة الحبوب :

مساحة الاراضي الموجهة للحبوب تقدر ب7.300 هكتار ، اي مايمثل 4,27 بالمئة من المساحة الكلية الموجهة للحبوب بولاية سطيف ،





ڤجال الإسم ,الموقع والمناخ  :

 

الإسم :

ڤـجال ، ڤـيجل ، أو (إيڤـجان) أو دار الهجرة ،و بيت الحكمة ، أو بلاد سيدي مسعود ،تلك هي الأسماء التاريخية التي أطلقت على منطقة ڤـجال .

الموقع :

تقع جنوب شرق مدينة سطيف ،وتبعد عنها بمسافة اثني عشر كيلومترا ،ويمر بها الطريق الوطني الرابط بين ولاية سطيف و ولاية باتنة ،وإلى الجنوب منها يقع جبل يوسف ،الذي يبعد عنها بأكثر من عشر كيلومترات .

المناخ :

 قجال 
 
تتميز منطقة قجال بشتاء بارد وممطر ، كما تعرف المنطقة هطول ثلوج كثيفة لأيام عديدة من فصل الشتاء ، وبداية فصل الربيع " كالعديد من المناطق الداخلية الجزائرية " ، أما فصل الصيف فهو حار نسبيا وجاف.





ڤـجال اليوم :

 

ڤـجال اليوم اسم لبلدية تابعة اقليمياً وادارياً الى دائرة ڤـجال الكائنة بولاية سطيف ، الجزائرية ، وهذه البلدية ،تضم العديد من البلدات ،و الدواوير ،والمشاتي ،أما (دائرة ڤـجال) فتضم منطقة ڤـجال ،و رأس الماء ، وأولاد صابر، وبن اذياب ،والدوار الكبير.





 

ڤـجال منطقة تاريخية :

إن "ڤـجال" ، منطقة قديمة ظهرت أهميتها في عصر ما قبل التاريخ إذ ينسب إليها نموذج لأقدم إنسان في الجهة يدعى إنسان عين الحنش (1) وقيل أن اسم منطقة "ڤـجال" يعود إلى العهد الروماني البيزنطي وهو مركب من ( ڤي ، و جان Guy – و JEAN ) ، (ڤـي) اسم الإمبراطور ،و (جان) ابن الإمبراطور, وتحول بعد ذلك إلى ڤـجال.
وقد أشار العلامة ابن خلدون ، إلى الأصل الروماني لمنطقة ڤـجال مدعما رأيه بما وجد في المنطقة ، من أنفاق وقبور وأعمدة وأحواض حجرية وأواني فخارية مازال بعضها إلى يومنا . ومما يلفت الانتباه , ويدعو إلى البحث ، ما يرويه المواطنون عن أجدادهم ،من وجود القصر العظيم خلف الجامع ، كما يدعى أيضا قصر الزهو، الذي كان من الاتساع والضخامة بحيث يتحول أثناء حملات الغزو الخارجي إلي ملجإ يختبئ فيه سكان المنطقة ، مع مواشيهم وبهائمهم حماية لأنفسهم وأموالهم من السلب والنهب .كما يلاحظ وجود مجموعة من الآبار المبنية بصخور ضخمة على شكل البناء الروماني ، وبعض هذه الآبار اندثر مثل بئر القصر , وبعضها مازال مثل بئر الزنقة , وبئر الجامع ،أضف إلى ذلك ما اكتشفه ويكتشفه المواطنون أثناء حفر أسس البناء أو ترع أو آبار من آثار ذات طابع إسلامي، كالجرار والأواني وشهود قبور كتب عليها "لاإله إلا الله محمد رسول الله " ( 2 ) مما يؤكد أن منطقة ڤجال مرت بعهود تاريخية كبرى منها العهد الروماني البيزنطي ،والعهد الإسلامي الأول ،أي عهد الفتوحات . ويقال أن منطقة ڤجال كانت بلدة عامرة واسعة الأرجاء ،مما جعل سكانها ،الذين يقطنون في غربها لايعرفون الذين يقطنون في شرقها. وتؤكد الروايات المنقولة عن المواطنين بما فيها رواية عن أجداد عائلة حمادوش ، الذين توارثوا الإشراف على الزاوية ، عن جدهم الأكبر ،سيدي مسعود الإدريسي الحسني الڤـجالي ، أن موقع المسجد الحالي هو بالأساس موقع لمسجد بناه الفاتحون الأوائل . ولقد وجد في كتب بعض المؤرخين ، أن الصحابي عبد الله بن الزبير ،كان ممن شاركوا في بناء المسجد الجامع ،وترك أثر يده على الجدار القبلي للمسجد وبقي هذا الأثر قائما إلى زمن قدوم سيدي مسعود الإدريسي الحسني ، إلى ڤجال. ويفترض بعض المؤرخين أن ڤـجال هي (إيڤـجان) أو (إيكجان) القديمة التي انطلقت منها الدعوة لإقامة الدولة الفاطمية ، وكانت تدعى أيضا دار الهجرة 





قدوم الشريف سيدي مسعود الحسني الى ڤـجال :

إن أهم معلم لمنطقة ڤـجال ، هو مقام سيدي مسعود الحسني (طيب الله ثراه) الذي له صبغة تقديسية عند سكان المنطقة ، ويرتبط ذكر سيدي مسعود ، بالقبور السبعة ، أو السبع الرقود - كما يسميهم المواطنون - الذين مازالت قبورهم ذات الشواهد المرتفعة ،معروفة عند جميع السكان ، وقد اختلفت الروايات حول هذه القبور السبعة ،التي يمكن إجمالها في ثلاث روايات : أولاها :أن هؤلاء السبع الرقود هم سبعة إخوة جاءوا من المغرب الأقصى ،في زمن سيدي مسعود الحسني ،وناموا ليلتهم بڤـجال ،فلما أصبح الصباح وجدوا في حالة نوم أبدي ، فدفنوا في قبورهم ، التي مازالت شاهدة عليهم ، من هنا شبه حالهم بحال أهل الكهف . أما الرواية الثانية : فهم سبعة إخوة من أحفاد سيدي مسعود الحسني ،قتلوا بالسم مع أختهم ، من طرف أعداء لهم ،والرواية الثالثة : أنهم سبعة إخوة استشهدوا معا في معركة من معارك الجهاد . ولكن هذه الرواية لا تحدد تاريخا ولا مكانا لهذه المعركة . وكان مقام سيدي مسعود مزارا مباركا يرجى الدعاء عند مرقده الشريف .وقد بلغت درجة التقديس لضريحه ،وأضرحة السبع الرقود ، أن المحاكم بمدينة سطيف ،كانت تشترط على الخصوم أداء القسم المطلوبة عندها . أما سيدي مسعود فهو حسني النسب , حيث تؤكد الوثائق الخاصة بسلسلة نسب عائلة حمادوش ، أن سيدي مسعود هو الحفيد الثاني عشر من ذرية الإمام الحسن المجتبى بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) ، وفيما يلي سلسلة نسبه: (سيدي مسعود بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن الإمام علي (رضي الله عنه) (4) و يعود استيطان سيدي مسعود في ڤـجال إلى القرن الخامس الهجري (5) بعد رحلة قادته من فاس إلى منطقة ڤجال ولا ندري لماذا وقع اختياره على منطقة ڤجال ؟ أ لأنها موقع من مواقع جيوش الفتح الإسلامي ،كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، أم لأنها دار الهجرة وبيت الحكمة ؟ أم لدعوة جاءته من أهل ڤجال الذين كان شأنهم شأن أكثر أهل المغرب العربي الذين عرفوا بتعلقهم الشديد بآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله سلم) فتبركوا بهم وصهروهم وبوؤوهم من السيادة والولاية والرئاسة ما لم يجدوه في المشرق العربي ؛ لأنهم عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخاصته وقد أمرالله تعالى بمودتهم ورعايتهم فقال سبحانه :" قل لاأسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " (سورة الشورى الآية 23) ، وروى الترمذي في سننه عن زيد بن أرقم (رضي الله عنهما) قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدمهما أعظم من الآخر؛كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ،فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟ )) ".
ولأنهم سفينة النجاة ،حيث روى الحاكم النيسبوري في المستدرك أن أبا ذر (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول (( أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) . ولأن أهل المغرب العربي وجدوا في أهل البيت النبوي (رضوان الله عليهم) من الخصائص الفطرية ،والمميزات الإنسانية ،التي تمثلت قيم الإسلام ،واصطبغت بصبغته ،فكانوا بحق القدوة التي تطلب ،والأسوة التي تترجى . ولهذا فإنه يُرجَّح أن قدوم سيدي مسعود الحسني ، إلى منطقة ڤجال ،كان بدعوة من سكانها , فحقق لهم الرجاء وحل بينهم إماما وسيدا وجحة ومولى لهم . ويروي المؤرخون وأعيان منطقة ڤجال وشيوخها وعلمائها ، عن قدوم سيدي مسعود أنه استقبل استقبال الأمل والرجاء من طرف سكان ڤجال عند مشته ( لخلف ) ،حيث أمر حرسه المرافق له بالتوقف عند الفيض ، الذي أخذ منذ ذلك اليوم اسم (فيض الحرس) .
وكان مما سجلته الذاكرة الشعبية ،ومازالت تتناقله الروايات الشفوية إلى اليوم ، أن سيدي مسعود الحسني ،قال دعوا ناقتي تسير فحيثما بركت هناك مقامي ومدفني وقد دفن (قدس الله سره) حيث بركت ناقته .


مقام سيدي مسعود الحسني




ڤـجال منارة للإشعاع الديني والثقافي :


ومنذ قودم سيدي مسعود المبارك إلى ڤـجال بدأت مرحلة جديدة في مسيرة منطقة ڤـجال التاريخية حيث عرفت فيما توالى من الأزمنة والقرون بالمسجد والزاوية التابعة له، التي أنشئت لغرض نشر العلوم الإسلامية واللغة العربية ، وتدريس الفقه ، والإصلاح الاجتماعي . وقد نص على ذلك مخطوط عليه توقيع أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي أحد أعلام الفقه المالكي البارزين (6) وتولى الإشراف على التعليم بالزاوية وإدارة الأملاك الوقفية من الأراضي الفلاحية أحفاد سيدي مسعود من بعده بمراسيم وعقود موقعة من طرف الأمراء والعلماء من أمثال ابن العربي , والإمام الجليل أبي يحي زكرياء (7) والإمام المجاهد أبي العباس أحمد (8) وسيدي محمد بن يوسف الصغير (9)، هذا الأخير الذي توفي بڤـجال ودفن بمقبرة سيدي مسعود الحسني ، ومازال قبره معروفا إلى اليوم إن المتأمل في عقود الأراضي الفلاحية - المحبوسة باسم سيدي مسعود الحسني ،أو أحفاده منذ القرن الخامس الهجري ،التي تمتد من " جبل مقرس " الذي يقع شمال غرب مدينة سطيف ، إلى ثنية فرماة (المسماة اليوم الشيخ العيفه ) وانحدرت مع الوادي المتصل بها إلى وادي الشوك ثم انحدرت معه إلى رأس قلال ،ثم مضت إلى جهة جبل يوسف ، ثم إلى جبل براو(10) هذه حدودها الغربية والجنوبية ، أما من جهة الشمال فهي تمتد إلى بلاد بوغنجة ، وأولاد بوروبة.
- يتبادر إلى ذهنه العديد من التساؤلات والقضايا التي تحتاج إلى بحث واستقصاء ودراسة في الآثار المكتوبة ،والمجسمة والشفوية لتبيان العلاقة بين الزاوية كمؤسسة دينية ثقافية تعليمية اجتماعية، والزاوية كمؤسسة اقتصادية تمارس العمل الفلاحي وتنظبم الأوقاف وتوزيع العمل بينها وبين الشركاء والأجراء وحساب العائدات و إخراج الزكوات والأعشار. فكيف كانت تتم هذه الأعمال كلها ؟ وما طبيعة المسيرين والمنفذين وعلاقتهم بشيخ الزاوية أو المقدم عليها ؟ وما علاقة الزاوية كهيئة تعليمية اجتماعية بالمجتمع من جهة والدولة من جهة ثانية ؟ وما مدى استقلالية الزاوية عن الدولة في ذلك الزمان ؟ فما أحوجنا إلى اكتشاف هذا المخزون من أنظمة مجتمعنا المختلفة في زمن تألقه لعله يسعف أولا هيئات الأوقاف في سعيها الحالي إلى استعادة تلك الأراضي والأملاك الوقفية ويسعف ثانيا المفكرين والباحثين الاجتماعيين في سعيهم إلى التأصيل من أجل بعث هياكل جديدة متطورة لمؤسساتنا الدينية والتعليمية والثقافية والاجتماعية في ظل المجتمع المدني الحديث ، وما تفرضه من تنظيمات تشمل جميع النشاطات الإنسانية .





زاوية ڤـجال : 

زاوية ابن حمادوش ،والتي كانت تسمى سابقاً بزاوية قجال ، لها أكثر من تسعة قرون بالتاريخ الهجري ،وتؤكد ذلك الوثيقة التي تحدد القرن الخامس كتاريخ لتخصيص السيد محمد الكبير ، أحد أحفاد سيدي مسعود ،بأراضي محبوسة عليه من قبل سلاطين المحروسة الجزائر ، و تذكر أنه خصص زاويته ببعض الأراضي ، أما الوثيقة الثانية فمؤرخة في أواسط ذي القعدة عام ثمانية و ثمانين و ثمانمائة هجرية 888 ه 1483 م ، ووثقية ثالثة يعود تاريخها إلى شهر شوال سنة 931 ه 1524 م ،أما الوثيقة الرابعة فهي أوضح من الوثائق السابقة و مؤرخة في 1230 ه 1815 م ،و تحدد الأراضي الفلاحية الموقوفة على الزاوية ، ليس هناك تاريخ بعدد الفترات التي تم فيها تجديد الزاوية ، لكن يمكن التأكيد على أنها تعرضت للإهمال ، والهجر لعشرات السنين ،كما تعرضت للهدم ،و مصادرة أموالها ،و أوقافها ،و نهب مكتباتها ،ووثائقها ،و تصفية شيوخها ،مثل اغتيال الشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس ,وفي رواية بعض المؤرخين ، أن موقع المسجد الحالي ، هو بالأساس موقع بناه الفاتحون الأوائل ، و في رواية أن الصحابي عبد الله بن الزبير كان مم شاركوا في بناء المسجد ،و ترك أثر يده على الجدار القبلي للمسجد ، و بفي هذا الأثر قائما الى قدوم سيدي مسعود الى قجال....
 




تأسيس الزاوية ڤجال :

قيل أن تأسيس زاوية ڤجال كان على عهد سيدي مسعود المعاصر لعبيدي الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية. وفي أوائل القرن السادس الهجري تم تجديدها على يد أبي عبد الله سيدي محمد حفيد سيدي مسعود بعقد موقع من قبل العلامة الفقيه المالكي البارز أبي بكر محمد المعروف بابن العربي الذي عاش بين سنتي ( 543/468 هجرية) و ينص العقد على العقيدة والمذهب المعتمدين في التعليم بالزاوية وهما العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي .




تجـديـد زاوية ڤـجال ومراحله :

في الواقع ليس لدينا تاريخ بعدد الفترات التي تم فيها تجديد الزاوية ،لكن يمكن التأكيد على أنها تعرضت للإهمال والهجر لعشرات السنين كما تعرضت للهدم ومصادرة أموالها وأوقافها ونهب مكتباتها ووثائقها وتصفية شيوخها ( اغتيال الشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس . واغتيال الإخوة السبعة حسب رواية عائلية) ( والاعتداء على سيدي محمد الكبير وابن عمته من طرف المدعو الموهوب دغاش الذي تمت إدانته من طرف مجلس العلماء سنة 1192 هجري). لقد عاشت المنطقة فترة اضطرابات وصراعات لا تنقطع بين العروش والعائلات والقبائل و صراع العرب مع الأتراك ( معركة ڤجال بين جيش العرب بقيادة أحمد بن الصخري والجيش التركي التي بقيادة مراد باي التي سبقت الإشارة إليها ).فاضطر شيوخ الزاوية إلى مغادرتها نائين بأنفسهم وعائلاتهم عن الدخول في الصراع القبلي المقيت، ( هجرة الشيخ سيدي أحمد الملقب بسيدي علي أو أحمد بن حمادوش إلى المغرب، وانتقال الشيخ الصديق حمادوش إلى بلاد بوغنجة بأولاد صابر). هذا فضلا عن الفترة الاستعمارية التي تعرضت فيها الزاوية إلى مصادرة أوقافها من الأراضي الفلاحية التي تشهد عليها وثائق الزاوية التي حددت أملاكها باسم بلاد سيدي مسعود قبيل الغزو الاستعماري الفرنسي بعدة سنوات . وعلى هذا يمكن أن نتحدث عن عدة فترات من التجديد الذي خضعت له الزاوية من خلال الوثائق التي تنص على تنصيب الشيوخ باعتبار ذلك استئنافا لأداء دورها التعليمي والإصلاحي وهي كالتالي :

 

 

التجديد الأول :

تم في سنة 888 هجري الموافق لسنة 1483 ميلادي بعقد موقع من طرف الإمام العلي المطاع أبي يحيا زكرياء ( من أمراء الدولة الحفصية ) يفوض للشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس بتسيير زاوية ڤجال وأحباسها.

التجديد الثاني :

تم في سنة 931 هجري الموافق لسنة 1524 ميلادي على يدي الشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح بعقد موقع من طرف الإمام المجاهد أبي العباس أحمد بن محمد . وقد شهدت زاوية ڤجال في هذه الفترة نهضة علمية شارك فيها الشيخ العلامة الكبير سيدي عبد الرحمن الأخضري كما سيأتي لاحقا .

التجديد الثالث :

تم في سنة 1211 هـ الموافق لسنة 1795 م على يدي سيدي محمد الكبير. وبعد وفاته تولى مشيخة الزاوية المجاهد الشيخ الطاهر بن حمادوش الذي شارك في مقاومة الاستعمار الفرنسي الغاشم سنة 1871 . وتمت معاقبته بمصادرة أراضيه الفلاحية الخاصة .

التجديد الرابع :

وتم على يد الشيخ الصديق بن الشيخ الطاهر بن حمادوش بداية من سنة 1857م ،الذي استطاع أن يستعيد المبادرة ويفتح الزاوية لتحفيظ القرآن الكريم والتعليم الديني ؛ كان الشيخ الصديق بن حمادوش عالما جليلا وصوفيا ربانيا ومعلما ناصحا ، تخرج على يده أكثر من ستين فقيها منهم من فتح زاوية كالشيخ المختار بن الشيخ ، والشيخ الطيب بن الكتفي والشيخ المنور مليزي، والشيخ علي الحامدي ، والشيخ رحماني عبد الرحمن ومنهم من اشتغل قاضيا في محاكم الشريعة الإسلامية، ومنهم من اشتغل مفتيا أو إماما فسدوا بذلك فراغا هائلا في المحاكم الشرعية التي كان الاستعمار يريدها فرنسية خالصة ،وعمروا مساجد كان يريدها خاوية على عروشها .وبهذا سجلت زاوية ڤجال حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة من خلال الشيخ الطاهر بن حمادوش وحضورا قويا على مستوى الجهاد الثقافي أو الممانعة الثقافية من خلال الشيخ الصديق بن حمادوش .

التجديد الخامس :

وتم على يد الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش وإخوته سنة 1936 م ، فاستعادت الزاوية نشاطها العلمي على يدي الشيخ المختار بن الشيخ بين سنتي (1936 م إلى 1944 م) وبعد وفاته استخلفه الشيخ محمد بقاق لأكثر من سنتين (1945 م إلى سنة 1947م ) .

التجديد السادس :

وتم على يد الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش سنة 1950م بعد أن أنهى دراسته بجامعة الزيتونة بتونس وعاد إلى أرض الوطن ، فقام بإصلاحات معتبرة في الزاوية واستأنف التدريس بها لعدد من الطلبة الذين كان وإياهم على موعد مع الثورة المباركة ، فاستشهد منهم من استشهد , ومن بقي منهم رفع تحدي التعليم العربي بعد الاستقلال من خلال مدرسة ڤجال والمدارس الرسمية

التجديد السابع :

وتم بعد الاستقلال أي في صيف سنة1962م حيث انطلقت محاولة أولية للتدريس بالزاوية، قام بها الشيخ القريشي مدني بطلب من الشيخ أبي محمد الصغير ,محمد الصديق بن الطيب حمادوش. وتبعتها محاولة أخرى قام بها الشيخ الحسين مؤمن ولكنها لم تستمر . وفي بداية العام الدراسي/1963) 1964 ) استأنفت الزاوية عملها تحت اسم مدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش بإشراف الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش وتسيير الجمعية الدينية برئاسة البشير ڤزوط .وكان من أبرز أساتذتها الشيخ القريشي مدني، والشيخ إسماعيل زروڤ . ومن فلسطين الأساتذة ذيب كنعان ، ويعقوب قرعاوي ، وتيسير محمد سعيد وغيرهم في هذه الفترة أخذت الزاوية صبغة مدرسة حرة أكثر منها زاوية ذات خط وطريقة ومنهج في التربية والتعليم وتوقف التعليم القرآني بها،ولكنها أدت دورا رائدا في تعليم أبناء المنطقة وولاية سطيف فتخرج منها العشرات بل المئات من المعلمين والمدرسين والأساتذة والموظفين وفي سنة 1976 جاء مشروع توحيد التعليم بإلغاء المدارس الحرة والزوايا فتسلمت مديرية التربية مدرسة الشهد عبد الحميد حمادوش التي أصبحت تحمل اسم إكمالية عبد الحميد حمادوش ،وحلت الجمعية وبقيت الزاوية معطلة خالية بلا تعليم قرآني ولا شرعي إلا من الشيخ رابح عيادي الذي ظل محافظا على الآذان وإمامة الناس في الصلاة بدون أجر يذكر حتى توفي رحمه الله .

التجديد الثامن :

في سنة1981لم تكن الظروف تسمح باستئناف الزاوية عملها لانعدام المرافق الضرورية وحاجة الناس إلى رفع اللبس عن الزاوية ورسالتها التعليمية التربوية ودورها الإصلاحي في المجتمع ، حيث وصمت بوصمة الدروشة والخرافة ، وصنف أهلها في عداد الطابور الخامس لخدمة الاستعمار الفرنسي ظلما وعدوانا. فكان لابد من انتظار الوقت المناسب لرفع ما علق بمفهوم الزاوية وإعادة الوعي للناس بهذه المؤسسة التقليدية التي تختزن العمق الثقافي والتاريخي لتراث الأمة وتجربتها الجهادية في الميادين الدينية والتعليمية والاجتماعية والإصلاحية وفي حماية الثغور والدفاع عن الأوطان . ولكن رغم ذلك لم ينتظر أهل الزاوية وتلامذتها القدامى طويلا بل بادروا إلى تكوين جمعية دينية للمسجد .( تولدت فكرة إنشائها ليلة زفاف السيدة زهية إحدى بنات الشيخ عبد الرحمن حمادوش بحضور كل من الأستاذ إبراهيم زروڤ - وصفيح المحفوظ - وكاتب هذه السطور- وعبد الوهاب حمادوش والأستاذ عبد المجيد حمادوش و الشيخ خالد حمادوش - و الشيخ محمد الفاضل حمادوش) وكانت الجمعية تتكون من (الشيخ الزبير حمادوش) - ومن الشيخ القريشي مدني -و الأستاذ محمد غجاتي - والأستاذ المحفوظ صفيح - وسي العربي حافظ – وحمو رحماني – وسي محمد ولد الشيخ الخير فاضلي–وعبد الحميد بوقزولة. وأقيمت أول جمعة بالمسجد كبداية لأحياء هذا المعلم التاريخي العظيم الذي كاد يندرس نهائيا، وهذه المنارة الدينية المشعة بالقرآن والشريعة التي ظلت مستعصية على الفناء وكان إمام الجمعة أحد طلبتها الأوفياء وخطيبها المفوه وأمير البيان بالمنطقة الشيخ القريشي مدني الذي ظل لسنوات يقدم بها دروسا في الفقه واللغة ، لطلبة كان أغلبهم يتكون من معلمين. في هذه الفترة تمت بعض الإصلاحات في الزاوية (مطهرة غرفة للتعليم القرآني ، توسعة في قاعة الصلاة ).كانت هذه التوسعة تمثل ضرورة ملحة لاستيعاب عدد المصلين المتزايد يوما بعد يوم من كل المناطق المحيطة بڤجال الذين كانت تربطهم بالزاوية علاقات روحية ودينية وتاريخية باعتبارها مؤسستهم التعليمية والتربوية وباعتبار شيوخها مراجعهم في الفتوى والإصلاح الاجتماعي . وكان الأمل معقودا على بناء مسجد جديد على قطعة الأرض الواقعة في الساحة الجنوبية للإكمالية ، التي كانت تعتبر ملكا للزاوية بحكم مجاورتها لها وحاجة الزاوية إلى التوسعة ، لكن هذا الأمل صادف ظهور أطماع في استغلال قطعة الأرض للمصالح الشخصية .حيث تم الاستيلاء على أكبر جزء من قطعة الأرض كما هو معروف لدى جميع أهل ڤجال فلا حاجة إلى تفصيل يثير الأحقاد . وقد من الله علينا بالزيارة المباركة التي قام بها السيد عبد الوهاب نوري والي ولاية سطيف برفقة السيد رئيس دائرة ڤجال إلى الزاوية في يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان لسنة 1423. وتم من خلالها اتخاذ قرار استرجاع الإكمالية. وبعد خمس سنوات من ذلك القرار التاريخي هاهو مشروع المجمع الإسلامي لزاوية ڤجال ،ينطلق ، بعد أن تمت تسوية جميع الإجراءات القانونية والإدارية لتكون البداية بإنجاز المسجد الجديد الذي لطالما انتظره أهل المنطقة . وإن كان لابد من كلمة أختتم بها هذا الفصل، وأقولها للتاريخ ولكل الذين عرفوني شخصيا من خلال منبر مسجد الزاوية الذي واصلت العمل به لمدة ربع قرن من الزمن وفاجأهم مغادرتي له بدون سبب ظاهر في شهر أفريل من 2008: فإن ظروفا قاهرة جدا ومحيطا لم يعد يحتمل ،وأناسا لاصلة لهم بالعلم ولابالدعوة ولا حتى بالرجولة أعجبوا بأنفسهم وأموالهم وعلاقاتهم بأصحاب المال والجاه أحاطوا بالمسجد وجمعيته ، وسايرتهم في ذلك الهيئات الرسميية ،عملوا على تهميشي ،بداية من إخراجي من جمعية المسجد، ليواصلوا خطتهم الخبيثة من خلال الإساءات المتكررة بالغمز والهمز حينا وبالجهر بكلمة البغض لعائلتي التي نالها فضل الانتساب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينا آخر . هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأفاكين الذين كان لاهم إلا أن يعلنوا الحرب علي ويجمعون حولهم الجموع للتخلص مني وإبعادي عن منبرالجمعة. وبمرور الأيام كنت أشعر أكثر بحالة التهميش تزداد وتزداد معها قناعتي بأنني أصبحت شخصا غير مرغوب فيه من قبل شريحة عريضة من الناس ، وكانت دعواهم مرة أنني شيعي ،وأخرى أن خطابي عالي المستوى ولا يناسب مستوى أهل القرية الذين يتكون أغلبهم من الفلاحين ،وثالثة أنني أتكلم في السياسة ....إلى آخره ،وليس الأمر كذلك أبدا وإنما هو الحسد والغيرة وإبعاد القريب وتقريب البعيد وهي صفات واضحة لرهط من سكان منطقتنا . فكانت قناعتي أن أترك المنبر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري . لتكون مهزلة حفل التكريم الذي أقيم بالزاوية شهر أفريل 2008 م . وكرم فيه من لا علاقة له بالزاوية ولا بالتعليم القرآني وأسقط فيه من أفنى عمره في خدمة الزاوية وإقامة الصلاة، كانت تلك المناسبة التي لم أحضرها آخر عهد لي بالمسجد ومنبره .





صور لزاوية قجال










ڤـجال مزار العلماء وملجأ الصالحين :


ونعود إلى قرية قجال التي سجل لها التاريخ حضورا معنويا كبيرا حيث تشرفت باستقبال علماء أجلاء من أمثال سيدي عبد الرحمن الأخضري الذي عاش في القرن العاشر الهجري فقد ذكر أنه كان يزورها للتدريس والتبرك بزيارة مقام سيدي مسعود الحسني ، وقد كتب له أن يتوفاه الأجل في منطقة ڤـجال . ونقل جثمانه الطاهر على أكتاف طلبته إلى قريته "بنطيوس" (11) ببسكرة حيث دفن هناك ومن العلماء العاملين الذي تشرفت منطقة ڤـجال المباركة بإقامتهم فيها والتدريس في مسجدها سيدي محمد الصغيربن يوسف الحملاوي .كما تشرفت أيضا بالشيخ أبي القاسم بن السعد الحامي الذي علم بزاوية ڤـجال وقد ذكر أنه ترك بمكتبتها العديد من المخطوطات لم نجد منها إلا مخطوطا واحدا في شرح الآجرومية فرغ من إنجازه في نهاية السنة المتممة للقرن الثاني عشر الهجري . ومن الرجال الصالحين نذكر الرجل الصالح الشريف النسب سيدي عمر قادري الذي تعلم بڤـجال وكان صاحب علم وولاية



ڤـجال موقع حربي :

ويبدو أن منطقة ڤـجال موعودة بأحداث التاريخ فما من عهد إلا ولها فيه قصة . قرأت في سلسلة (REVUE AFRICAINE ) حديثا عن معركة كبرى وقعت بين جيش العرب بقيادة أحمد بن السخري بن أبي عكاز العلوي وبين جيش الترك بقيادة مراد باي , بضواحي قرية ڤـجال يوم السبت 12 جمادى الأولى سنة 1048هجري الموافق ل20سبتمبر1638م. لقد حقق أحمد بن السخري انتصارا ساحقا على مراد باي الذي فر هاربا إلى الجزائر .





أهل قجال التدين من غير غلو، والتصوف من غير ابتداع :

 وقد غلب على أهل ڤـجال على مر السنين التدين الخالص والروحانية الطاهرة التي أشاعها وجود مقام سيدي مسعود الحسني (قدس الله سره) , وقد اجتهد أحفاده من بعده في التزام ذلك النهج القويم , في التدين من غير غلو, والتصوف من غير ابتداع, وكانت الطريقة المتبعة أشعريه المعتقد (12)، مالكية المذهب (13) . (جنيدية السلوك) (14) تستمد روحها من سيرة أهل البيت ،والصحابة المنتجبين (رضوان الله تعالى عنهم).و كان لهذه الطريقة الأثر البالغ في سيرة الشيوخ الذين عرفوا بالزهد الحقيقي الذي لايقعد بالإنسان عن العمل فكانوا يعتبرون ترك العمل من قبل الزاهد منقصة له في زهده ومذلة له في دنياه كما كانوا أهل تربية وسلوك يفضلون التعليم على التدوين , ويرون أن إعداد طالب إعدادا صالحا أولى من تصنيف كتاب أو تحرير رسالة في فن من الفنون ويشارك زاوية ڤـجال في هذا النهج , كثير من الزوايا العلمية التي كان لها دور أساسي وكبير في قيادة المقاومة الوطنية ضد الوجود الفرنسي في الجزائر في القرن التاسع عشر ، فقد كان شيوخها قادة الثورات ومفجروها ، وطلبتها جنود ميادين الوغى وفرسانها ومن هؤلاء كان الشيخ سيدي الطاهر بن حمادوش .





شباب ڤجال : من طلب العلم إلى طلب الشهادة :

وإذا كانت مشاركة قجال في المقاومة الوطنية في القرن الماضي لا تكاد تذكر إلا من بعض الأفراد ، نظرا للصراعات المحتدمة في ذلك الوقت بين الأعراش ، بين مؤيد للمقاومة ومنخرط فيها ، وبين مثبط للعزائم سائر في ركاب فرنسا فإن حضور ڤـجال في الحركة الوطنية السياسية في النصف الأول من هذا القرن ، من خلال التنظيمات الحزبية والجمعيات كان قويا ومكثفا فلا يكاد يخلو بيت من بيوت ڤـجال بجميع بلداته و دواويره ومشاتيه من منتم إلى أحد الأحزاب السياسية أو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كما سعى الكثير من شباب المنطقة إلى طلب العلم في زاوية ڤـجال التي كان يدرس بها العلامة الحجة في الفقه الشيخ المختار بن الشيخ (رحمه الله) ومن بعده الشيخ الشهيد عبد الحميد حمادوش ، أو زاوية (بلكتفي) التي أنشأها الشيخ الطيب ڤـرڤـور (رحمه الله) وكان يدرس فيها هو بنفسه ، ومنهم من ارتحل إلى طلب العلم بالمدارس الحرة بسطيف أو مدارس جمعية العلماء بقسنطينة ومنهم من سافر إلى الخارج لإتمام دراسته بجامع الزيتونة في تونس أو جامع القرويين في المغرب .
لقد كان هؤلاء الشباب من طلبة العلم وعلى رأسهم الشهيد سيدي عبد الحميد حمادوش هم زينة ڤـجال ،التاريخ والعلم ،وهم فخر أهلها .فلما جاءت الثورة المباركة ثورة أول نوفمبر 1954 م الخالدة ، كان أهل ڤـجال في الموعد وشاركوا فيها عن بكرة أبيهم فماخلا بيت من بيوت ڤـجال من شهيد أو مجاهد فرحم الله الشهداء رحمة واسعة ،وأسكنهم فسيح جنان الخلد وجعل ذكراهم حية في قلوبنا دائما ورحم الله من مات من المجاهدين وأدام عافية من بقي منهم على قيد الحياة .






ڤجال بعد الاستقلال :

أما بعد الاستقلال فقد كانت قرية ڤـجال السباقة إلى تدشين أول مدرسة حرة للتعليم بالعربية في المنطقة كلها ؛ وبمباركة الشيخ سيدي محمد الصديق حمادوش شرع الشيخ القرشي مدني في تعليمنا بالمسجد وكنا يومئذ بضعة تلاميذ نكون أول حلقة لطلب العلم في ڤـجال بعد الاستقلال . ثم خلف الشيخ القريشي الشيخ الحسين أحد طلبة الشيخ عبد الحميد بن باديس . ثم كانت بعد ذلك الانطلاقة الحقيقية لمدرسة عبد الحميد حمادوش بقيادة اللجنة الدينية التي باركها الشيخ سيدي محمد الصديق حمادوش ،وترأسها سي البشير قزوط ،وبقية أعضائها كل من الشيخ الأستاذ القريشي مدني ،والشيخ لحسن بودرافه ، وسي البشير فلاحي ، وسي بوزيد هيشور ،والشيخ لخضر كسكاس ،الذي كان يسهر على إعداد الطعام للطلبة ؛هؤلاء كلهم قضوا نحبهم فرحمهم الله ،وجزاهم الله عنا خير الجزاء ،ومنهم الشيخ محمد خلفي (رحمه الله) . وكذلك معلمنا وأستاذنا المميز الشيخ إسماعيل رزوق (أطال الله عمره) . فبفضل الله تعالى الذي قيض هؤلاء الرجال وغيرهم الذين لم نذكر أسماءهم كانت الانطلاقة العملاقة لمدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش ؛حيث تم افتتاحها في بداية السنة الدراسية 1963/1964 بحفل بهيج وعامر بالعلماء من أمثال الشيخ الجليل نعيم النعيمي ممثلا لوزارة الشؤون الدينية و الشيخ العوضي المصري الذي ألقي في الحفل خطبة عصماء مازال صدى كلماتها يتردد في آذاننا إلى اليوم والشيخ الإمام رابح بن مدور ،وجمع غفير من الموطنين . وكان عطاء هذه المدرسة المباركة وافرا ؛ فتخرج منها أجيال وأجيال بشهادات تعليمية وعلمية أمدت المدرسة الجزائرية الناشئة بمعلمين وأساتذة وفتحت الباب لطلبة شقوا طريقهم نحو الدراسات الجامعية في الداخل والخارج في مختلف التخصصات . وكفى هذه المدرسة فخرا واعتزازا أن لها في التعليم والإدارة والأمن والجيش والصحافة والقضاء والمصارف رجال ورجال كان لها الفضل في بداية تعليمهم وقد قيل الفضل للمبتدي وإن أحسن المقتدي . واليوم هاهي مدرسة قجال القرآنية تحاول أن تلتمس طريق الانطلاق من جديد بإرادة جديدة وعزم وتصميم أكيدين .وهذا مشروعها المتكامل تقدمه لكم أينما كنتم وفي كل المواقع ،وتهيب بكم أن تكونوا معا يدا بيد ليبقى قجالكم دائما في خدمة القرآن الكريم وعلومه المختلفة ولنجسد معا المقولة الخالدة ( قجــال مـا يخـلى والعـلم مـا يـخـطـيه) 
 
 




شخصيات ارتبط اسمهم بقجال :

) العلامة عبد الرحمن الأخضري

) سيدي محمد الصغيربن يوسف الحملاوي

) الشيخ أبي القاسم بن السعد الحامي

) الشريف الشيخ عمر قادري

) العلامة الشيخ محمد العربي التباني

) الشيخ محمد الشريف بن علي

) الشيخ محمد مزيان

) الشيخ محمد عبد الحفيظ بن سحنون

) الشيخ التهامي بن بوسنة

) القاضي الخرشي

) الشيخ سعد بن قطوش السطايفي

) الشيخ محمد صالح حمر العين

 




شيوخ وعلماء زاوية قجال :





مراجع :



  • - المنشورات الجمعية الدينية والثقافية لمسجد عبد الله بن الزبير ، قجال , سطيف
  • - منشورات مخبر البحوث و الدراسات في حضارة المغرب الإسلامي / جامعة منتوري قسنطينة / الخريطة التاريخية و الأثرية لمنطقة سطيف / الملف التاريخي
  • - منشورات مخبر البحوث و الدراسات في حضارة المغرب الإسلامي / جامعة منتوري قسنطينة / المغرب الأوسط في العصر الوسيط من خلال كتب النوازل / السلطة الحفصية و أوقاف الأشراف / قراءة في ظهير لصالح زاوية قجال بسطيف / مؤرخ سنة 888 ه / 1483 م/ جامعة باجي مختار عنابة
  • كتاب - الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله) - تأليف الشيخ الزبير حمادوش
  • - مجلة منبر قجال
  • - وثائق ومخطوطات زاوية قجال
  • - روايات أعيان وشيوخ ،وعلماء المنطقة
  • - تاريخ بن خلدون
  • - دراسات أساتذة التاريخ , جامعة فرحات عباس سطيف
  • - دراسات أساتذة التاريخ , جامعة منتوري قسنطينة
  • - دراسات أساتذة التاريخ , جامعة باجي المختار عنابة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق