الأربعاء، 15 أبريل 2015

الشيخ عبد الرحمان الجيلالي (رحمه الله)

الشيخ عبد الرحمان الجيلالي (رحمه الله)


الشيخ عبد الرحمن بن محمد الجيلالي الحسني ،فقيه وعالم ،ومؤرخ ،وأديب ،ومفكر جزائري ، ولد في اليوم التاسع من شهر _فبراير ،شباط (فيفري) _ من سنة 1908 ميلادية بالجزائر العاصمة بحي بولوغين ، في عائلة شريفة .

نشأته ودراسته :

يعود نسبه إلى عبد القادر الجيلاني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) الهاشمي القرشي ويقطن قومه بسهول متيجة.

حفظ القرآن العظيم ،ودرس و تتلمذ على عدة شيوخ في المساجد ،والجوامع ،والزوايا، ومنهم ،عبد الحميد بن سمايا ،وعبد الحليم بن سماية الذي كان من منتقدي النظام الاستعماري رغم أنه كان أستاذا في إحدى المدارس الرسمية، كما تتلمذ الشيخ الجيلالي على الشيخ المولود الزريبي الأزهري الذي كان مصلحا ثائرا، وكان الزريبي قد تخرج من الأزهر وعاد إلى الجزائر ليدعو إلى النهضة والإصلاح ولكنه واجه العقوق والركود.

كما درس الجيلالي على الشيخ الحفناوي صاحب (تعريف الخلف)، الذي كان من رجال الدين الرسميين ومن الصحفيين الذين عملوا في جريدة المبشر الرسمية طويلا. ودرس الجيلالي على الشيخ محمد بن أبي شنب أيضا ،حتى أصبح فقيها و عالما في الشريعة و علوم الفقه و اللغة .

التدريس

ومهما كان الأمر فإن ثقافة الشيخ الجيلالي (رحمه الله) كانت عصامية، وشملت التعمق في القرآن والحديث والأدب والتاريخ والفقه. وقد تولى التدريس بدوره في مدرسة الشبيبة الإسلامية أثناء إدارة الشاعر محمد العيد لها خلال الثلاثينات. ولم يكن نشاطه بارزا لولا بعض المقالات القليلة في الشهاب، وكتابه في ذكرى محمد بن أبي شنب سنة 1933.

درس الجيلالي في المساجد الآتية بالعاصمة: الكبير ،والجديد ،وسيدي رمضان والسفير(صفر) وكذلك في مدرسة الإحساس ومدرسة الهداية، ومن تآليفه المخطوطة: فن التصوير والرسم عبر العصور الإسلامية، والمستشرقون الفرنسيون والحضارة الإسلامية، وفنون الطلاسم، والربقع المجيب.

نشاطه وانتاجاته :

رصيد الشيخ الجيلالي زاخر من النشاط العلمي والديني. تاريخ الجزائر العام أوائل الخمسينات (1953)، وهو في جزئين. وقد تناول التاريخ من أقدم العصور إلى العهد العثماني.

وللشيخ عبد الرحمان الجيلالي عشرات الأعمال في مختلف الميادين الدينية، والأدبية، الفنية والتاريخية، جعلته يتحصل على أوسمة استحقاق من مؤسسات علمية متخصصة. كما ساهم في تأسيس مجلة الأصالة الصادرة عن المجلس الإسلامي الأعلى. كما قدم الشيخ الجيلالي محاضرات في 14 طبعة من مؤتمر الفكر الإسلامي،

كان عضوا فعالا في الديوان الوطني لحقوق التأليف. وحاز عضوية المجلس الإسلامي الأعلى غداة الاستقلال في لجنة الفتوى التي كان يشرف عليها أحمد حماني.

للشيخ عبد الرحمان الجيلالي عدة مقالات في الصحف والمجلات الجزائرية إضافة إلى مؤلفات أخرى مثل كتاب تاريخ الجزائر العام المنشور في جزئين وكتاب تاريخ المدن الثلاث: الجزائر، المدية، مليانة، وكتاب خاص بذكرى العلامة الدكتور بن أبي شنب، وكتاب حول العملة الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر، وكتاب ابن خلدون في الجزائر.

كرمت جامعة الجزائر الشيخ عبد الرحمان الجيلالي بمنحه شهادة دكتوراه فخرية.

عرف العلامة الشيخ عبد الرحمن الجيلالي بتقديمه لحصص إذاعية و تلفزيونية حول الأحاديث الدينية و الفتاوى. وتحصل العلامة عبد الرحمن الجيلالي الذي عمل أستاذا جامعيا و مدرسا للفقه الجامعي المالكي وقد حصل على جائزة الجزائر الأدبية الكبرى سنة 1960 و على شهادة تقدير من رئيس الجمهورية سنة 1987.

وفاته :

وفي يوم الجمعة 12 من شهر _ نوفمبر , تشرين الثاني _ سنة 2010 ميلادية الموافق 6 من شهر ذو الحجة الحرام عام 1431 هجرية ، توفي العلامة الكبير الشيخ عبد الرحمن الجيلالي (رحمه الله) بمستشفى عين طاية بالجزائر العاصمة - الجزائر ،عن عمر يناهز 103 سنوات ، وقد تم دفن المرحوم بعد صلاة الظهر اليوم الجمعة بمقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة _ الجزائر .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق