الذكرى 121 لوفاة العلامة الشيخ الصديق حمادوش .
اليوم 05/ سبتمبر
تمر الذكرى121 لوفاة العلامة الأديب الفقيه الحامل للواء الحقيقة والشريعة الشيخ السيد الصديق حمادوش.هذا الرجل العظيم الذي كان واحدا من جيل جاءت به الأقدار في ظرف
استثنائي دخلت فيه الجزائر مرحلة احتلال استعماري بغيض استهدف وجودها كأمة وحضارة وتاريخ
ولغة ودين .
لقد كان التحدي كبيرا وكبيرا جدا ،لعلنا لا نستطيع إدراك
جسامته وامتحانه الصعب إلا من خلال تمثل بلدنا اليوم هذه الجزائر الحرة المستقلة بشعبها
العربي المسلم ، كيف كتب لها أن تبعث من جديد بعد قرن وثلث القرن من آلة الحرب والإبادة
والمسخ والتشويه والتقطيع والتمزيق والتطهير العرقي التي سلطتها فرنسا على الشعب الجزائري
الأعزل ؟ كيف كتب لهذه البلاد أن تحافظ على وجودها المعنوي بعد أن تم سلب بل سحق كل
مقومات وجودها المادي ؟ كيف كتب لهذا الشعب الجزائري أن يحافظ على تميزه الثقافي واللغوي
والديني وأن يبقى أمة قائمة بذاتها بكل خصائصها الحضارية بعد أن أشاعت فرنسا كذبا وزورا
وبهتانا في العالم كله أن الجزائر أرض خالية وأنها أرض بلا شعب وليس فيها إلا بعض القبائل
الرحل المتوحشة المنتشرة هنا وهناك التي تعيش على السلب والنهب وبالتالي أعطت فرنسا
الحق لنفسها أن تضم هذه الأرض إليها وتقوم بتطهيرها من العصابات والقبائل المتوحشة
التي تنشر الرعب وتقطع الطرق خاصة في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا
إنها قصة كبيرة بل معجزة أن ينبثق من كل تلك المعاناة - معاناة الحروب والقتل الجماعي والتهجير
القصري والتجويع ، والتجهيل ، والنفي لآلاف
الرجال إلى أدغال كاليدونيا وجزر المحيط الأطلسي وغيرها- رجال يدركون أن معركتنا
مع فرنسا الاستعمارية هي معركة وجود فإما أن نكون كأمة متجذرة في التاريخ لها الدور
الأكبر في امتداد الحضارة العربية الإسلامية في المغرب والمشرق.ولها مساهمات كبيرة
في الفكر والثقافة الإنسانية كما وقفت عبر التاريخ كشعب ينشد الحرية والعدالة له وللمستضعفين
في مواجهة قوى الاستكبار والظلم والاستعمار . فإما أن نكون كأمة ذات وجود ثقافي
وحضاري فاعل أو لا نكون وبالتالي نموت ثقافيا وحضاريا لنعيش ككايانات معزولة على هامش التاريخ مثل الهنود الحمر وقبائل
الغجر.
كان هؤلاء الرجال هم الذين عملوا موازاة مع المقاومة
المسلحة التي لا يمكنها أن تستمر طويلا نظرا للترسانة الكبيرة التي يملكها العدو
عدة وعتادا في مواجهة مقاومة متفرقة وتفتقر إلى السلاح والتنظيم .
أمام هذا الوضع جاء تخندق هؤلاء الرجال في الزوايا
والجوامع والكتاتيب من أجل تحصين الأمة ثقافيا وفكريا من خلال تحفيظ القرآن الكريم
وتعليم الفقه وعلوم اللغة للناشئة التي ستحمل على عاتقها لواء الممانعة الثقافية .
ومن هؤلاء
الرجال كان العلامة الشيخ الصديق حمادوش بن الطاهر ...
رحم الله الشيخ الصديق حمادوش وجميع شيوخنا العلماء وأسكنهم فسيح جناته ورفع مقامهم عنده في أعلى عليين .آمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق