الأربعاء، 15 أبريل 2015

أبو عبد الله الشريف التلمساني



أبو عبد الله الشريف التلمساني
 
 

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الشريف الإدريسي الحسني ،العلوي ، الفاطمي ،المحمدي ، الهاشمي ،القرشي ،التلمساني ، المشهور في بلاد المغرب الكبير بالشريف التلمساني ،هو العالم الأصولي و الفقيه العلامة ،من كبار علماء بلاد المغرب الإسلامي في زمانه ،ومن أهل القرن الثامن الهجري ولد سنة 710 هـ - 1310 م بقرية العلويين إحدى قرى أعمال تلمسان.
كان لا يدافع عن نسبه و لا يلتفت إلى من يطعن فيه.

نسبه :

كما وجد بخط ابنه أبي محمد عبد الله الغريق أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن يحي بن علي بن محمد بن القاسم بن حمود بن علي بن عبد الله بن ميمون بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .

نشأته :

نشأ الشريف التلمساني في أسره علم ،و دين ،و نسب ،و وجاهة ،كان والده أبو العباس أحمد بن علي من فقهاء منطقة تلمسان بزمانه ،ووجهائها ،و خاله عبد الكريم من أهل التقوى و الصلاح و اليسار ، حرص على تنشئته و تربيته تربيه علمية و دينية في حاضرة بني زيان ،و عاصمة المغرب الأوسط تلمسان ،مدينة العلم و الإشعاع الفكري في العصر الوسيط .

بعد أن أخذ من معين علماء بلدته ارتحل إلى فاس وتلقى عن شيوخها ، ثم إلى تونس ولقي هناك عدة من العلماء استفاد من علمهم ، عاد بعد رحلته العلمية إلى مدينة تلمسان وجلس لتدريس العلوم الشرعية و العقلية حتى ذاع صيته بين الأمصار والأقطار فالتف حوله طلبة العلم من شتى البقاع .

محنته و غربته :

عايش الشريف التلمساني ،الكثير من الفتن التي وقعت بين بني مرين ملوك فاس وبني زيان ملوك تلمسان ،و قد أخذه أبو عنان المريني إلى فاس في جملة من أهل تلمسان بعد أن دخلها و صارت تحت حكمه فوجد من ذلك غربة ووحشة وكان قد سجنه لأنه شهد على ودائع للسلطان الزياني أبي سعيد الذي كان مقربا منه و لم يخبر بها أبا عنان ، إلى أن سرحه بعد ذلك صاحب فاس الوزير عمر بن عبد الله سنة 759 هـ إلى تلمسان و صاحبها أبي حمو موسى الثاني الزياني فاحتفى به هذا الأخير و أكرمه و بنا له المدرسة اليعقوبية التي ظل يدرس بها حتى وفاته.

صفاته :

قال ابن مريم في البستان : "و كان من أجمل الناس وجها و أهيبهم و أنوار الشرف في وجهه باهرة وقورا مهيبا ذا نفس كريمة و همة نزيهة رفيع الملبس بلا تصنع سري الهمة بلا تكبر حليما متوسطا في أموره قوي النفس يسرد القول في أخلاقه مؤيدا بطهارة ثقة عدلا ثبتا سلم له الأكابر بلا منازع أصدق الناس لهجة و أحفظهم مروءة مشفقا على الناس رحيما بهم يتلطف في هدايتهم لا يألو جهدا في إعانتهم و الرفق بهم و حسن اللقاء و مواساتهم و نصح العام كريم النفس طويل اليد رحب الراحة يعطي رفيع الكساء الرقيقة و نفقات عديدة ذا كرم واسع و كنف لين و بشاشة وصفاء قلب "

أسرته :

تزوج الشريف امرأتين كانت الأولى شريفة من قرابته كما ذكر ابن مريم و كانت الثانية أميرة زيانية و هي ابنة السطان أبي حمو الثاني الزياني العبدوادي الزناتي ، و خلف ولدين كانا من أكابر علماء بلاد المغرب هما :

أبو محمد عبد الله الشريف المعروف بالغريق ولد بتلمسان سنة 748 هـ 1347م ومات غرقا بالبحر لدى عودته من الأندلس سنة 792 هـ 1389م.
أبو يحي عبد الرحمن الشريف ولد بتلمسان سنة 757 هـ 1356م و توفي بها سنة 826 هـ 1422م.

علمه و آثاره :

كان الشريف التلمساني رحمه الله من أكابر العلماء المجددين ببلاد المغرب و قد كان بارعا في الفلك و الحساب و المنطق و التاريخ و الهندسة و الفلاحة إلى جانب علمه الوفير بعلوم الدين من تفسير و حديث و أصول الدين و كان إمام المغرب الإسلامي بزمانه . ذكره جملة من العلماء و المؤرخين ممن عرفوه و عايشوه منهم العلامة ابن خلدون و ابن مرزوق الحفيد. ترك الإمام التلمساني مصنفات كثيرة أشهرها :

مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول
مثارات الغلط
شرح جمل الخونجي
كتاب في القضاء و القدر
كتاب في المعاوضات أو المعاطاة
و عدة مصنفات أخرى و رسائل و فتاوي

وفاته :

توفي الشريف التلمساني رحمه الله سنة 771 هـ (1370 م) و قال السلطان أبو حمو موسى الثاني الزياني لابنه عبد الله : "ما مات من خلفك إنما مات أبوك لي لأنني أباهي به الملوك" و دفن بالمدرسة اليعقوبية مع أبي يعقوب والد السلطان أبي حمو وعمه السلطان أبي سعيد و هو ما يعرف اليوم بجامع سيدي إبراهيم المصمودي بمدينة تلمسان .



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق