العلامة طاهر الجزائري

العلامة طاهر الجزائري

 

ولد الشيخ العلامة طاهر الجزائري ، في دمشق يوم الثلثاء 20 ربيع الثاني ، من سنة 1268هـجري قمري الموافق لـ عام 1825 ميلادي ،درس على والده مبادئَ علوم الشَّريعة واللُّغة العربية ، ثمّ التحق بمدرسةَ ، رشدية الابتدائية ، بعد ذلك التحق بالمدرسة الجقمقية الإعدادية ، فتابع دراستَه هناك ، وتخرَّج على يد الأستاذ الشيخ عبد الرحمن البوسنوي ، وقد تلقَّى على يديه علوم اللغة العربية ، كما تعلم اللغة الفارسية والتُّركية ، وتوسَّع في دراسة العلوم الشَّرعية ، وكان من عادته في سن الأربعين ،ألاّ ينام حتّى يُصلّي صلاة الصُّبح، يسهر مع أصحابه ،فيتدارسون ويتباحثون ،ويتحاورون ،ويتناقشون ،وكان هذا في أوَّل اللّيل، ثمّ يعود إلى حجرته في مدرسة عبد الله باشا ، ليطالع ،ويراجع ،ويحقق ،ويؤلِّف ،حتّى يطلع الفجر.

أمّا زُهده؛ فقد كان الشيخ (رحمه الله تعالى) لا يعرف الرَّفاهية والنَّعيم، ولا يبالي بطيب المطعم، ولين المضجع، وفاخر الأثاث ،وزين الثياب ، فكان يرتدي ثيابًا قديمة ،باليةً وكان يؤثر على نفسه.

وبعد مسيرة حافلة بنشر المعارف الدينية ،وغيرها من العلوم النافعة ، مليئة بالنشاطات النافعة من الوعظ ، والإرشاد ،والإصلاح، وخدمة الناس ... ،بدءًا بتأسيسه المكتبة الظاهرية ،مع بعض رفقائه ، ووالي دمشق، كما اعتمد (رحمه الله) أسلوبًا جديدًا في نشر العلم والدَّعوة إلى الإصلاح أو ما سمّيَ ،بالحلقة ، أو النَّدوة الفكرية ، فكان يجتمع بكبار علماء عصره ، وأبرز مثقفيه ، يتدارسون التَّاريخ ،والتُّراث الفكري الإسلامي ، واللُّغة العربية وآدابها ، والقيم والأخلاق الإسلامية ، وما يمكن أن يساعد على نهضة الأمة ،من نتاج الغرب الثقافي والفكري.

وفاته :

توفي الشيخ طاهر الجزائري ( رحمه الله ) ، يوم الاثنين 14 ربيع الثانية من سنة 1338هـجري قمري ، الموافق لـ 5 ديسمبر (كانون الأول) عام 1920 ميلادي ، ودفن في سفح جبل قاسيون ،حسب وصيَّته.