الأحد، 26 أبريل 2015

الشيخ الحاج العسالي بن مصطفى

  الشيخ الحاج العسالي بن مصطفى
 
 


هو العالم العلامة الشيخ الحاج العسالي بن مصطفى ينتمي نسبه إلى سيدي نائل.

مولده:

ولد عام 1329هـ الموافق لــ 1911م بمسعد ولاية الجلفة، ذاق طعم اليتم منذ صباه... عاش بالبادية ،يرعى الغنم ،و من شدة شغفه بالعلم كان يحمل معه " اللوح " يتلو القرآن الكريم أثناء رعيه، إلا أنه كان يرى أن هذه الطريقة لم تساعده كثيرا على حفظ القرآن العظيم ، فتوجه إلى زوج خالته ،الشيخ مقواس عبد الرحمان، ومكث عنده مدة من الزمن ،حفظ فيها قسطا من القرآن المجيد ، ثم اشتاقت نفسه لطلب العلم ، فطلب الإذن من والدته ،بالسماح له بالذهاب إلى زاوية الشيخ المختار ، بأولاد جلال فرفضت أمه طلبه ،رفضا شديدا في بداية الأمر، إلا أنها رحمها الله ،لما رأت إصراره و إلحاحه الشديدين، نزلت عند رغبته و سمحت له بالذهاب ،داعية له بالخير...

أسفاره وطلبه للعلم:

سافر الشيخ إلى زاوية الشيخ المختار ،أحد مريدي العلامة الشيخ محمد بن عزوز البرجي ... الكائنة بأولاد جلال ،من عمالة بسكرة ،و مكث فيها مدة سنتين ، حفظ فيهما القرآن العظيم ، و كان محبوبا عند شيوخه ،و رواد الزاوية، ثم بأمر من شيخه ، رحل إلى زاوية "سيدي خالد"، و كثيرا ما كان شيخه ييتذكره ، بصالح الدعاء  ،ويقول له: ( يا عسالي أنت عسل ، و لا يخرج منك إلا عسل ) ،و مكث أيضا بزاوية "سيدي خالد" مدة سنتين، ثم انتقل إلى زاوية الهامل ،ليتعلم علوم اللغة العربية ، وعلوم الشريعة والحقيقة ،فنال منها قسطا وافرا ،و واصل دراسته للتعمق ،في علوم الدين ،على يد ابن عمه الشيخ مصطفى حاشي (رحمه الله ) الملقب بالمحكمة المتنقلة لإلمامه و تضلعه بالفقه المالكي...

قرأ أيضا على الشيخ سي عطية بن مصطفى ( رحمه الله ) و استفاد منه ،و ذكر بعض من كانوا ملازمين لدروس الشيخ عطية ،أنه كان بين الفينة و الأخرى يحدث بعض النقاش ، بين الشيخين في المسائل الفقهية ،يثري المجلس و يجعله أكثر حيوية...

و لم يكتف الشيخ رحمه الله ،بهذا القدر من العلم و المعرفة ،بل كان يقضي كل أوقاته في المسجد ،في عمل متواصل ،ما بين دارس متعلم، أو ما بين مفت يرشد و يعلم الناس شؤون دينهم ،و كان يشرح دروسه باللغة العامية ،تبسيطا منه للفهم ،رغم أنه يملك قدرة ، لا يستهان بها من علم اللغة العربية...

استقراره وتوليه إمامة الزاوية:

في سنة 1959 م ،استقر الشيخ بمدينة الجلفة، و بدأ يدرس القرآن الكريم ،بحي السعادة ،إلى أن احتاج مسجد علي بن دنيدينة إماما ،فوقع الاختيار على الشيخ ، لحفظه القرآن الالعظيم ، و إتقانه لرسمه ،و قد استجاب الشيخ ،لطلب الجماعة فالتحق بالمسجد إماما، و كان رحمه الله ،ولوعا بالعلم ،محبا له ،و لأهله ،منكبا على قراءة أمهات الكتب ،و لا يسمع بمجلس علم ،إلا و طلبه ،و قد عرف بقوة ذكائه ، و حفظه السريع...
 
وفاته :

كانت وفاته يوم الجمعة 22 صفر 1418هـ ،الموافق لــ 27 جوان 1997م بالجلفة
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق