الخميس، 30 أبريل 2015

برج زمورة

برج زمورة

 

برج زمورة اسم يطلق على مدينة ،و بلدية ،ودائرة تقع في الشرق الجزائري ، تابعة إداريا لولاية برج بوعريريج ، تبعد عن مركز الولاية حوالي 30 كلم ، شمالا ، كانت تتبع لعمالة قسنطينة ، في العصر العثماني ،و كانت تعرف باسمها برج زمورة ، نظرا للحصن المتواجد في أعلى قممها ، و بعد ذلك تبعت إلى عمالة سطيف ، و بعدها إلى ولاية برج بوعريريج ، في آخر تقسيم إداري في الجزائر .....

 

جغرافيا:

 

تقع برج زمورة، ضمن سلسلة جبال البيبان ،و جبال بابور ،في منطقة القبائل الصغرى ،شمال ولاية برج بوعريريج ،على ارتفاع يناهز 1200 م .





 منظر عام لبرج زمورة

وهي منطقة ريفية ،وفيها اراضي زراعية ،مشهورة بزراعة الحبوب ،والقمح الصلب واللين ،والشعير ، كمنطقة بولحاف.

كما تشتهر بتربية المواشي كالابقار ،  والاغنام بصنفيها الماعز والضأن ، وتربية الدواجن ،كالدجاج ،والديك الرومي ،والبط ،والإوز ،لتاقلم هذه الحيوانات مع جو هذه المنطقة ،وتوفر شروط حياتها 


اشهر احيائها ،حي بوعزيزالعتيق ،وذراع حليمة ، والسويقة ،وبونصر ،و بولحاف والدهسة ،والغيل (تالاوزرو)...إلخ 

التاريخ :

 

تعتبر ، زمورة ، أقدم من الولاية ذاتها ، نظرا لتاريخها العريق. ولانها تأسست قبل حوالي 700 سنة ،واللافت للانتباه أن هذه المدينة العريقة ، لم تجد الانتباه المطلوب من السلطات الجزائرية.


عاش في هذه المنطقة ، الرومان ،وهاذا ما يفسر وجود اثار رومانية ، في منطقة الغيل (تالاوزرو) 

 

  • زمورة مدينة غارقة في التاريخ ، و الآثار الرومانية تعد شاهدة على عمق تاريخ المنطقة ،في كل من تالاوزرو ، و تيغرمين ، وخربة قيدرة المصنفة عالميا ، ووفقا لبعض الفرضيات ، فقد تم بناء المدينة ابتداء ،من القرن العاشر الميلادي ، على سفح الجبل ....
  •  
  •  
  •  بالمسجد الجامع ، و نافورة المياه ، نالت ،زمورة ،مكانة كبيرة في عهد الأتراك العثمانيين ،الذين استوطنوها ،و اتخذوها مركزا مهما ،في الشرق الجزائري ، وأقاموا بها محميات ،قلعة زمورة ،كمركز للوجود العثماني بالمنطقة ،و تعد قصبتها ، المبنية على يد الأتراك ،دليلا على مكانتها في ذلك العهد ... .
  •   

  • كان للمدينة دور مركزي في المنطقة أيام الخلافة العثمانية ، في الجزائر حيث قام الجيش الإنكشاري بتأسيس ،أول قواعده ،بثلاث مناطق ،وهي برج زمورة ، و الجزائر العاصمة ، و بقسنطينة ، ففي رسالة بعثها الباب العالي ، إلى قائد الجيش الانكشاري بالمغرب العربي ، قال له فيها : ركز جيشك ،في ثلاث مناطق ، وهي الجزائر  (مدينة)، زمورة ،و قسنطينة .

     

 سكن برج زمورة ،عبر التاريخ كل من الأمازيغ ،الرومان ،و العرب و الأتراك ، ويعد الكثير من سكان زمورة ، من أصل تركي ،وتوجد حاليا الكثير من العائلات التركية التي تعيش بها لحد الآن ،مثل :عائلة كالي علي و دالي محمد وڤريڤ أحسين, و عائلة بوبترة ،وكانت سلالة حاكمة خوجة بن ساسي بن عبيد...إلخ. كما يوجد بها ، الكثير من عائلات الأشراف المرابطين ،المنتسبين لأهل البيت النبوي .


ان هذه المدينة العريقة الشامخة ،التي قاومت الاستعمار الفرنسي ، منذ أن دخل إلى الجزائر الحبيبة ،لم تلق الاهتمام المطلوب ،من أصحاب الشأن .

نظراً لأهميتها ، وموقعها الإستراجي ، وبروز الكثير المقاومين والمساندين للمقاومة ضد المستدمر الفرنسي بها ، زارها الجنرال ديغول ، وعزز تواجد القوات الاستعمارية هناك ،لانها كانت منطقة استراتيجية ،ولوجستية ،بالمفهوم العسكري ، ولم يزر ولايات كبيرة ،معروفة ،حينها .


تشتهر زمورة بمساجدها ، و دور العلم ، وهي أحد أهم المراكز العلمية في ولاية برج بوعريريج ، و شرق الجزائر ، إن لم نقل كامل القطر الجزائري

 اشتهرت زمورة ،بالعلم ،و العلماء ،و الأشراف ،و الفقهاء ،والقضاة ، منهم الشيخ العلامة أحمد بن قدور ،الذي شرح كتاب سيبويه ، وله تعليقات كثيرة ،على مجموع المتون ،ومنه العلامة الذائع الصيت الشيخ عمر أبي حفص الزموري ،الذي كان حجة زمانه ومنهم العلامة الشيخ علي أبو بكر وكالي ،وعلي عبد الله الذي اسس اول مدرسة حرة هناك ، ....وغيرهم الكثير ،لا يتسع المجال لذكرهم ،ومن القضاة ،ابن الأقرط ،وابن القاسم ، وابن الجودي ،وابن سالم........وغيرهم ، كما توجد بها زاوية لتحفيظ القرأن الكريم ،وتعليم العلوم الدينية ،في القليعة بنظام داخلي . لذا كانت منارة منذ القديم للعلم والعلماء ، والقضاة.

 واشهر اعلامها الشيخ حماش توفيق ،حيث الف العديد من الكتب ،وعدت دواوين شعرية......

تتميز زمورة بنمطها المعماري ،الذي يجمع بين الطابع ، الأندلسي ،والتركي ، والبربري ،وتتميز بكثرة مساجدها ، بحيث يوجد بها مسجد ، يعود للقرن الثالث هجري ،  كما توجد بها زاوية لتحفيظ القرآن الكريم ،وتعليم العلوم الدينية ، تعود لعهود إسلامية قديمة ، في قرية القليعة ، بتاسمرت ، لهذا فهي تملك أهمية سياحية ،و دينية ، و تاريخية ، هامة جدا ، في الجزائر.



كل هذه المآثر لم تشفع لهذه المدينة العريقة ،في أن ينفض الغبار على تاريخها ، وعلى فك العزلة عنها وقد اعطت للجزائر الكثير من شعراء ، وعلماء ،وساسة ، ودكاترة جامعات  ،واطباء وغيرهم .

 

مسجد بن حيدوس بزمورة.

 مسجد بن حيدوس من الداخل.

مسجد بن حيدوس من الداخل.

منظر مطل على ساحة مدرسة (على يمين الصورة).

 مدرسة زمورة.

 نافورة عامة.

جسر من العهد العثماني

 يفصل مياه الري بين السويقة ودراع حليمة.

منظر عام على مناظر زمورة.

 

المصادر

  1. ^ [أبو القاسم سعد الله، كتاب: تاريخ الجزائر الثقافي ، الجزء الأول، الصفحة 180.]

هناك 5 تعليقات:

  1. هل توجد بالمنطقة قبيلة اسمها أولاد بلهوشات هاجرت منذ قرنين واستوطنت بلدية بلاعة بسطيف ومنها لقب رقيق.

    ردحذف
    الردود
    1. نعم توجد قرية أولاد بلهوشات بزمورة

      حذف
  2. اصل لقب شنوف هل هو عربي ام بربري

    ردحذف