الخميس، 30 أبريل 2015

معروف الكرخي

معروف الكرخي

 

 أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، أحد علماء الإسلام ، ومن أعلام التصوف ،في القرن الثاني الهجري في بغداد ، ومن جملة المشايخ المشهورين بالزهد ،والورع ، والتقوى، وصفه الذهبي بـ "علم الزهاد بركة العصر" صحب داود الطائي، وسكن بغداد. كان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب يقول له قل: "ثالث ثلاثة"، فيقول معروف: "بل هو الواحد الصمد!"، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه . فكان أبواه يقولان: "ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه إليه!"، فرجع أليهما، فدق لباب، فقيل: "من"، قال: "معروف!"، فقالا: "على أى دين"، قال: "دين الإسلام"؛ فأسلم أبواه.

 

    سيرته :

    نزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذتهما، فتبعها، قال: "أنا معروف لا بأس عليك! ألك ولد يقرأ القرآن؟"، قالت: "لا"، قال: "فزوج"، قالت: "لا"، قال: "فهات المصحف، وخذي الملحفة" وكان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء -في هذا الماء- يعصون! أدع الله عليهم!"، فرفع يديه إلى السماء قال: "إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة!" فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادع عليهم!"، فقال: "إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شيء".

    من أقواله :

     

    • "الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغي، والكلام يلهي، والمنام ينسي، والطعام يسقي.
    • ما أكثر الصالحين، وأقل الصادقين في الصالحين 
    • إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح عليه باب العملِ، وأغلق عنه باب الجَدل. وإذا أراد الله بعبدٍ شراً، أغلق عنه باب العملِ، وفَتح عليهِ باب الجَدلِ .
    • توكل على الله عز وجل حتى يكون هو معلمك وموضع شكواك ، فإن الناس لا ينفعونك .
    • غضوا أبصار كم، ولو عن شاة أنثى .
    • السخاء إيثار ما يحتا ج إليه، عند الإعسار.
    • قيام الليل نور للمؤمن يوم القيامة يسعى بين يديه ومن خلفه وصيام النهار يبعد العبد من حر السعير.
    • ينادي مناد يوم القيامة يا مادح الله قم فلا يقوم إلا من كان يكثر قراءة (قل هو الله أحد).
    • وقال حين سئل: ما علامُة الأولياء؟ فقال: ثلاثٌة: همومهم للهِ، وشغُلهم فيه، وفَرارهم إليه .
    •  

    وفاته :

     

    توفي معروف في بغداد سنة 200 هـ الموافق 815م ودفن فيها، في مقبرة الشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد .


      مصادر :

    1. طبقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص80-85، دار الكتب العلمية، ط2003.
    2. سير أعلام النبلاء، تأليف: الذهبي
    3.  طبقات الأولياء، تأليف: ابن الملقن، ص216.
    4.  حلية الأولياء، تأليف: أبو نعيم، ج8، ص412.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق