معروف الكرخي
معروف الكرخي
أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، أحد علماء الإسلام ، ومن أعلام التصوف ،في القرن الثاني الهجري في بغداد ، ومن جملة المشايخ المشهورين بالزهد ،والورع ، والتقوى، وصفه الذهبي بـ "علم الزهاد بركة العصر" صحب داود الطائي، وسكن بغداد. كان أبواه نصرانيين،
فأسلماه إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب يقول له قل: "ثالث ثلاثة"،
فيقول معروف: "بل هو الواحد الصمد!"، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه .
فكان أبواه يقولان: "ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه إليه!"،
فرجع أليهما، فدق لباب، فقيل: "من"، قال: "معروف!"، فقالا: "على أى دين"،
قال: "دين الإسلام"؛ فأسلم أبواه.
سيرته :
نزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذتهما، فتبعها، قال: "أنا معروف لا بأس عليك! ألك ولد يقرأ القرآن؟"،
قالت: "لا"، قال: "فزوج"، قالت: "لا"، قال: "فهات المصحف، وخذي الملحفة"
وكان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي
ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء -في هذا الماء- يعصون! أدع الله
عليهم!"، فرفع يديه إلى السماء قال: "إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا
أسألك أن تفرحهم في الآخرة!" فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادع عليهم!"،
فقال: "إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شيء".
من أقواله :
- "الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغي، والكلام يلهي، والمنام ينسي، والطعام يسقي.
- ما أكثر الصالحين، وأقل الصادقين في الصالحين
- إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح عليه باب العملِ، وأغلق عنه باب الجَدل. وإذا أراد الله بعبدٍ شراً، أغلق عنه باب العملِ، وفَتح عليهِ باب الجَدلِ .
- توكل على الله عز وجل حتى يكون هو معلمك وموضع شكواك ، فإن الناس لا ينفعونك .
- غضوا أبصار كم، ولو عن شاة أنثى .
- السخاء إيثار ما يحتا ج إليه، عند الإعسار.
- قيام الليل نور للمؤمن يوم القيامة يسعى بين يديه ومن خلفه وصيام النهار يبعد العبد من حر السعير.
- ينادي مناد يوم القيامة يا مادح الله قم فلا يقوم إلا من كان يكثر قراءة (قل هو الله أحد).
- وقال حين سئل: ما علامُة الأولياء؟ فقال: ثلاثٌة: همومهم للهِ، وشغُلهم فيه، وفَرارهم إليه .
-
وفاته :
توفي معروف في بغداد سنة 200 هـ الموافق 815م ودفن فيها، في مقبرة الشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد .
مصادر :
- طبقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص80-85، دار الكتب العلمية، ط2003.
- سير أعلام النبلاء، تأليف: الذهبي
- طبقات الأولياء، تأليف: ابن الملقن، ص216.
- حلية الأولياء، تأليف: أبو نعيم، ج8، ص412.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق