الشيخ أبو القاسم القشيري
(376 هـ - 465 هـ)
هو أبو القاسم عبد الكريم القشيري ، بن هوازن ، بن عبد الملك ، بن طلحة ، عالم دين ، وعارف صوفي ، قطب من أقطاب الصوفية ، وصاحب الرسالة القشيرية ، " لُقِبَ بإمام الصوفية " ، و لُقِبَ أيضاً بـ "زين الإسلام". من كبار علماء ومدرسي ، الفقه ، والأصول ،والكلام ، والتفسير ، والحديث ، والعرفان (التصوف النظري) ، كما يعتبر من أبرز المربين والمهذبين للسلوك الى الله تعالى ، وهو أديب وشاعر ..
مولده ونشأته :
ولد القشيري ،بقرية تدعى "إستو" من قرى "نيشابور" الكائنة بإقليم خرسان ،الواقعة في مقاطعة خراسان شمالي ،شرق إيران قرب العاصمة الإقليمية مشهد ، كان ذلك في ربيع الأول من سنة 346 هـجري قمري . توفي أبوه وهو طفل صغير وبقي في كنف أمه إلى أن تعلم الأدب، والعربية، ثم رحل بعد ذلك من "إستوا" إلى نيسابور (نيشابور) قاصدا تعلم ما يكفيه من طرق الحساب لحماية أهل قريته من ظلم عمال الخراج. فكانت هذه الرحلة تعبر في جوهرها عن أهم حلقات الآثار النفسية التي ترسبت في شخصية القشيري، والتي اتضحت فيما بعد في مواقفه أمام سلطة عصره .
رحلته العلمية :
و أثناء هذه الرحلة حضر حلقة الإمام الصوفي الشهير بأبي علي الدقاق (المتوفي سنة 406 هـجري قمري) ، وكان لسان عصره في التصوف ، وعلوم الشريعة ، والعقيدة ، فقبل القشيري حضور حلقته ، بشرط أن يحصل العلوم الدينية ، اصولها وفروعها ، ويتقنها ،وهذا ما يفسر دعوة القشيري في مشروعه الإصلاحي إلى الملازمة بين علوم الشريعة والحقيقة ، وقد قبل هذا الشرط وعكف على دراسة الفقه عند أئمته ، ولما انتهى منه حضر عند الإمام أبي بكر بن فورك (المتوفي سنة 406 هـجري قمري) ليتعلم الأصول ، فبرع في الفقه والأصول معا، وصار من أحسن تلاميذته ضبطا ، وسلوكا .
وبعد وفاة أبي بكر ، اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني (المتوفي 418 هـ)، وقعد يسمع جميع دروسه ، وبعد أيام ، قال له الأستاذ : هذا العلم لا يحصل بالسماع ، فأعاد عليه ما سمعه منه، فقال له : لست تحتاج إلى دروسي بل يكفيك أن تطالع مصنفاتي، وتنظر في طريقتي وإن أشكل عليك شيء طالعتني به : ففعل ذلك وجمع بين طريقته وطريقة ابن فورك .
ثم نظر في كتب القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني، وبذلك صار القشيري بارعا في الفقه، والأصول ،مما دفع بالجويني إمام الحرمين ، أن يصاحبه، ويحج معه رفقة أبي بكر البيهقي ، ولم يقتصر القشيري على الفقه والأصول ، بل كان متحققا في علم الكلام ،ومفسرا ، ونحويا ولغويا، وأديبا ، و مؤلفاً ،وشاعراً ..
و هكذا حقق الإمام القشيري ما طلبه منه أستاذه "الدقاق" في تحصيل علوم الشريعة والعقيدة ،كل ذلك وهو يحضر حلقات أستاذه "الدقاق" في العرفان (التصوف النظري) ، والمباحث النفسانية ،إلى أن رأى فيه قبسا من النبوغ، والعطاء فزوجه كريمته ومات أبو علي الدقاق ، وهو في غاية الاطمئنان على محاضرات العرفان (التصوف النظري) بين يدي تلميذه الذي أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه، وقدوة وقته، وبركة المسلمين في ذلك العصر ، وعندما نال القشيري هذه الشهادة أصبح أستاذ خراسان بدون منازع .
مؤلفاته :
صنف القشيري العديد من الكتب والرسائل ، غير أن مصادر التاريخ تذكر أن أغلب مصنفاته فقدت، ومن أهمها :
* الرسالة القشيرية في التصوف.
* لطائف الإشارات، تفسير للقرآن الكريم في ست مجلدات.
* كتاب القلوب الصغير، والكبير.
* شكاية أحكام السماع.
* شكاية أهل السنة.
* ناسخ الحديث ومنسوخه.
* ديوان شعر.
* القصيدة الصوفية.
* الحقائق والرقائق، مخطوط بمكتبة جيستر بيتي (دبلن) أيرلندة رقم 3052.
* فتوى محررة في ذي القعدة سنة 436 هجرية أوردها السبكي في طبقاته الجزء الثالث.
* آداب الصوفية، مفقود.
* كتاب الجواهر، مفقود
* كتاب المناجاة، مفقود.
* رسالة ترتيب السلوك، ظهرت مترجمة بالألمانية سنة 1962 م بقلم فرتزماير Fritz Meier بمجلة Oriens. وتوجد مخطوطة بالخزانة الملكية بالرباط.
* بُلغة القاصد.
* منثور الخطاب في مشهور الأبواب. مخطوط بالخزانة الملكية بالرباط.
*المنشور في الكلام على أبواب التصوف. مخطوط بالخزانة الملكية بالرباط.
* عيون الأجوبة في أصول الأسئلة. مفقود.
* شرح أسماء الله الحسنى، أو التحبير في التذكير.
وفاته :
توفي القشيري سنة 465 هـجري قمري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق