زاوية الشيخ أبو القاسم البوجليلي
وبعد إخفاق ثورة المقراني ،واستشهاد قائدها ،الشيخ محمد المقراني (رحمه الله) في 5 مايو 1871م ، إثر إصابته برصاص جيش الاحتلال الفرنسي ، وهو الآن مدفون في بني عباس قرب مدينة بجاية (الناصرية) . وإغلاق زاوية الشيخ الحداد فكر البوجليلي ،في بناء زاوية بالقرب من كتاب آبائه ، أو توسيع الكتاب ليصبح زاوية ، فبنى مسجدا على نفقته الخاصة ، وبنى بقربه مبنى لاستقبال الضيوف ،وإقامة الطلبة. كل ذلك سعيا للم الشمل الذي تفرق بعد إغلاق زاوية الشيخ الحداد.
لعل أبرز ما يميز هذه الزاوية ،هو منهجها العلمي ،الذي سارت عليه في حياة مؤسسها، هو التركيز على العلوم العربية ،على اعتبار أن الطلبة الذي التحقوا بالزاوية ،قد نالوا حظا وافرا من قبل في بقية الزوايا ، أو أنه كان يعتبر اللغة هي الأساس في مقاومة الاستعمار الفرنسي ،وبعد وفاة الشيخ أحمد ،تسلم الزاوية ابنه الشيخ محمد أبو القاسم ،الحفيد ،فلم يغير من نظام الزاوية كثيرا ، وإن كان وسع من بنيانها ،واستعان بمشايخ آخرين ،استقدمهم لتحفيظ القرآن ،ولتدريس المواد العلمية ، من نحو وصرف ،وفقه واصول ،وعلمي الحديث والرجال ،وكلام وعقائد وتصوف وعرفان ......
تخرج منها عدد كبير من الفقهاء والقضاة والأئمة منهم : محمد السعيد بن زكري ، أبو يعلى الزواوي ، محمد الصالح القلي، عبد القادر بن عمر الحمامي ، مؤسس زاوية الحمامي. محمد بن عمر السازجلي.........
في سنة 1955 م حولتها السلطات الاستعمارية إلى معتقل. وهكذا توقفت الزاوية عن العطاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق