السبت، 25 أبريل 2015

القطب الشيخ حسنين محمد بن موسى


  القطب الشيخ حسنين محمد بن موسى 

 

 
نسبه الشريف:

هو الشيخ العارف بالله المحقق غوث الله الأعظم الأب الروحي للجماعة القادرية سيدي حسنين محمد بن موسى من أولاد الولي الشهير سيدي محمد موسى الإدريسي الحسني أي من سلالة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعا.


مولده رضي الله عنه:
 

ولد الشيخ رضي الله عنه عام 1917 م ببلدة سيدي محمد موسى قرب مدينة الحوش دائرة سيدي عقبة من عمالة بسكرة جنوب شرق الجزائر.

وترعرع بنفس البلدة ونشأ فيها بين علمائها وقرائها وعرف منذ صغره بالصدق والأدب والميل إلى العبادة والاجتهاد، تتلمذ الشيخ عن مشايخ وعلماء كبار في مختلف العلوم الدينية والعقلية، ومن أبرز العلماء، العلامة الشيخ سيدي الزواوي والشيخ سيدي عبد الهادي وهما من جهابذة العلم بالمنطقة فأخذ عنهما القرآن الكريم والعلوم الشرعية من فقه وتوحيد وميراث وعلم الفلك، كما سلمه أبوه سيدي أحمد بن الحاج بلقاسم فأخذ عنه علم التربية الروحية والسلوك، وهكذا سار الشيخ على درب السلف الصالح في المجاهدة والعبادة والإرشاد للعام والخاص فانتفع به الجم الغفير وأصلح الله به الكثير، له كرامات خالدة و رؤى ثاقبة و علما شامخا و تدينا واضحا وزهدا قائما وورعا متجليا أعطاه الله بعض فتوح الغيب حتى حير شيوخه وهو في طور التعليم ولم يكد يمضي عليه الشباب حتى بُعث كشيخ العارفين وعالم المتكلمين له من الخوارق ما تواتر عن أسلافنا أكدت صدق الولاية له.
---

ويُروى على ألسن من لا يداخل صدقهم شكّ، أن الولي الجليل استغرق في الصمت لا يُكلّم أحدا لبضع سنوات قبل وفاته.. وتُعرف هذه الحالة عند العارفين من السادة الصوفية بالفناء أو الجذب وهو مصطلح عرفاني صوفي عميق يغيب فيه العبد عن حسه من شدة إستغراقه في ذكر ربه وهي درجة يعرج فيها العبد بروحه إلى عالم الملكوت فيلتحم بعالم الأنوار فتخرق له العوالم النورانية وهذا المقام لا يبلغه إلا المقربون من خاصته سبحانه وتعالى.
---

تلاميذه:

تتلمذ على يديه من المريدين خلق كثير أبرزهم : الشيخ العلامة الولي الصالح سيدي الشاذلي شيخ الزاوية القادرية بـ: بسكرة والذي سبق وأن أفردنا له ترجمة خاصة هنا بالمدونة ، والشيخ حسنين مصطفى ، والشيخ محمد مزوز ، والدكتور أبو شهاب محمد حسين والشيخ سيدي بوناب والعارف بالله سيدي زيان وغيرهم.
الشيخ بين التعبد والسياحة:

لقد جدّ واجتهد رضي الله عنه واتبع سبيل الصالحين من هده الأمة وفق الكتاب والسنة وقضى بخلوته سبع سنوات متتالية توجه فيها إلى الله جل جلاله حتى فتح الله عليه وصار من أهله وخاصته ولما خرج الشيخ من خلوته انطلق مباشرة في سياحته الشاسعة عبر مختلف ربوع الوطن الجزائري، حيث كانت له لقاءات مع علماء كثيرون ومشايخ أجلاء من بينهم الشيخ بن عزوز القاسمي الهاملي والشيخ سليمان الحرزلي والشيخ زروق بن المداني بلمكي الخنقي والشيخ عبد القادر الشطي الجلفاوي والشيخ عامر محفوظي مفتي الجلفة والشيخ علي مفتي مدينة عين وسارة.

الشيخ محمد حسنين والثورة الجزائرية:

عُرف الشيخ والعالم سيدي محمد حسنين الأب الروحي للطريقة القادرية ببسكرة رحمه الله ورضي عنه، بحبه للجهاد وتأييده للثورة المظفرة فكان يأوي المجاهدين الذين يأتون لاستشارته في أهم الأمور بزاوية جده القطب الأكبر الشيخ سيدي محمد موسى بالحوش وقد أمر برفع العلم الجزائري على مئذنة الزاوية في أول نوفمبر ,1954 مما أدى بالجيش الفرنسي إلى ضرب الزاوية بالمدفعية وتحطيم المئذنة بإحدى القذائف. للعلم فإن منطقة الحوش كانت من المناطق الرائدة في تأييد ودعم الثورة بالمال والسلاح والرجال.


مؤلفاته:

لم يقتصر الشيخ رضي الله عنه عن العبادة والإرشاد بل تصدر للتأليف فألف مجموعة كبيرة من الكتب النفيسة أغلبها لا تزال مخطوطة لم تر النور بعد في التوحيد والفقه والسيرة النبوية والفلك وغيرها نذكر من بينها ما تم طبعها وما هو الآن تحت الطبع.

1) كتاب التوحيد (تم طبعه)
2) كتاب فقه العبادات (تحت الطبع)
3) كتاب فقه المعاملات (عن قريب)
4) كتاب السيرة الفلكية باختصار ويليه البدين (تم طبعه)
4) كتاب الذاكرين ويليه تشخيص اسم الجلالة (تم طبعه)
6) كتاب كلام الله الأزلي (سيطبع عن قريب)
7) كتاب هدية إلي الألباب (سيطبع عن قريب)
8) كتاب حياة الشيخ سلطان الأولياء سيدي عبد القادر الجيلاني (تحت الطبع)
9) كتاب الأسطول الفلكي (سيطبع عن قريب)
10) كتاب الورد (تم طبعه)

وفاته رضي الله عنه:

وافته المنية بمدينة بسكرة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان الكريم 1428هـ الموافق لـ: 28 سبتمبر سنة 2007 م.
عند آذان المغرب كما أفادنا بهذا أحد تلاميذه المقربين وهو سيدي مصطفى وقد شيّع جنازته جموع غفيرة قدمت من مختلف جهات الوطن في يوم لن يسقط من ذاكرة بسكرة، حضرته شخصيات كبيرة وإطارات سامية ومجاميع بشرية من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، عرفانا بفتوحات هذا الولي الصالح واعترافا بفضائله وأفضاله وما بثه ونشره في دنيا الناس من طرائق ومسالك تطهّر الروح وترتقي بالعقل وتؤسّس للمجتمع الإسلامي السمح المتسامح.
ويجب الإشارة أن يوم وفاته صادف تاريخا مهيبا من تواريخ البشرية والإسلام على حد السواء، فيوم الجمعة هو اليوم الذي خُلق فيه سيدنا آدم عليه السلام وهو يوم فيه ساعة لا يُردّ فيها الدعاء كما ورد في الأثر، وهو اليوم ذاته الذي يجتمع فيه المسلمون في بيوت الله عيدا أسبوعيا بل أن ساعة وفاته هي عينها التي فارق فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم دار الفناء وإلتحق بالرفيق الأعلى ، فقد جاء في الأثر {عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب : لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، أرسلت عائشة رضي الله عنها إلى أبي بكر ، وأرسلت حفصة إلى عمر ، وأرسلت فاطمة إلى علي ، فلم يجتمعوا حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صدر عائشة، وفي يومها يوم الإثنين حين زاغت الشمس لهلال ربيع الأول}... أي وقت الغروب.
أيضا يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان هو أول فتح إسلامي في غزوة بدر.. والتدقيق في ساعة الوفاة وتاريخها يكشف دلالات كبيرة، تُضاف إلى سجّل الولي الجليل.
.
وقد نقل جثمانه الشريف إلى قرية سيدي محمد موسى (بلدية الحوش) حيث دفن قرب قبر جده الأكبر القطب الغوث سيدي محمد موسى رضي الله عنه، ومقامه لمّا يزل يستقطب الزائرين من مريديه وغيرهم فنفعنا الله ببركاته وسره آمين يا رب العالمين.

بعض من أذكاره:

من المأثور عن سيدي حسنين محمد بن موسى رضي الله عنه أنه كان دائم الذكر و التسبيح، لا يفتر لسانه عن ذكر«لا إله إلا الله محمد رسول الله»

- إضافة إلى هاتين الصلاتين الشريفتين التي كانتا لا تُفارقان لسانه الطاهر وقد أضافها سيدي حسنين رضي الله عنه إلى الورد القادري، وقد أخبرني أحد أولاده وهو سيدي الحسن الذي كان لي الشرف للجلوس معه أن فيها من البركة ما يعجز اللسان عن ذكره والإدراك عن وصفه بل أكد لي شخصيا أن فيها اسم الله العظيم الأعظم كما أخبره والده صاحب الترجمة سيدي حسنين محمد بن موسى رضي الله عنه :

أولا: صلاة الوجد الجامعة:

اللهم صل على سيدنا محمد عين الرحمة الرحمانية منبع فيوضات الأسرار القدسية وإشراق الأنوار الربانية ومواهب الفتوحات الإلهية وآله وصحبه وسلم تسليما بقدر جلالك وجمالك.

ثانيا: صلاة الوسيلة الإبريزية:

اللهم صل على سيدنا محمد ميم الملكوت والعزة والجبرءوت والعرش والكرسي وحاء الحكمة واللوح والقلم وميم الملكين المعنوي والحسي ودال الدوام من أعطيته الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود سر الأسرار ونور الأنوار إبريز كنز الأبرار وآله وصحبه وسلم تسليما بقدر جلالك وجمالك.
بعض من كلامه وحكمه رضي الله عنه:

ترك العالم والولي الصالح سيدي محمد حسنين بعد رحيله إضافة إلى مؤلفاته، العديد من الحكم المأثورة والتي تعتبر من أهم ما ترك لمريديه من بينها:

''العلم غيث نافع ينبت منه الطيب والخبيث منه ما يزين الظواهر ومنه ما يكشف الجواهر''.

''إن الله نوَر الأرواح بنور الإيمان ونوَر الأجساد بالسلامة من ظلام المعاصي''''إن الله يمحن ولا يمتحن يمحن العبد ويعطيه الصبر والرضا ويمحن الإنسان ولا يعطيه الصبر والرضا''''من كانت توبته من إلهه فنعم التوبة ومن كانت توبته من وهمه فلا توبة له''''صفاء السريرة دليل على القبول ومحبة طه مصدر النور'' وغيرها.

هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، فرضي الله عنه ونور ضريحه وزده اللهم نورا على نور وأمدنا من نفحات أسراره، بجاه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين.

المصدر:

منقول بتصرف عن كتاب الذاكرين ... طبعة (2009) رقم الإيداع القانوني (100- 2006) دار الهدى للنشر والتوزيع تحت إشراف الكاتب الشخصي للشيخ الأستاذ : رماضنة عبد الرحمن . بسكرة

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق