الأربعاء، 15 أبريل 2015

محمد بن أبي القاسم الهاملي (رضي الله عنه)

محمد بن أبي القاسم الهاملي (رضي الله عنه)






محمد بن أبي القاسم الهاملي ،البوسعادي ،المسيلي ، الجزائري ،المالكي ، الأشعري ،الجنيدي ،الرحماني ،عالم دين ،من كبار علماء الجزائر ،و المغرب العربي ، عارف صوفي ، ومن أبرز شيوخ الطريقة الرحمانية ،ومؤسس الزاوية القاسمية بمنطقة الهامل
نسبه :
هـو أبو عبد الله محمد ،بن أبي القاسـم ، بن ربيح ، بن محمـد ،بن عبد الرحيم ،بن سائب ،بن منصور ،بن عبد الرحيم ،بن أيوب ،بن عبد الرحيم ،بن علي ،بن رباح....،ويصل نسبه الشريف الى إدريس الأكبر ، بن عبد الله الكامـل ، بن الحسن المثـنى ، بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء البتول بنت رسول الله محمد بن عبد الله (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) .
مولده ونشأته :
ولد الحاج الشريف سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي (رحمه الله) ،في أول من شهر محرم الحرام من سنة 1240هـجري قمري ، والموافق ليوم 26 جويلية (يوليو / تمّوز) عام 1824ميلادي ،بالحامدية جنوب الجزائر العاصمة ، نشأ على أسرة كريمة متدينة ،معروفة بالتقوى والورع ، ومشهورة بخدمة العلم وأهله ، وفي السنة التي دخل فيها الاحتلال الفرنسي الغاصب الى الجزائر ، بدأ حفظ القرآن العظيم ،ثم انتقل سنة 1253هـجري قمري الموافق لعام 1837ميلادي ، إلى زاوية علي الطيار ،بمنطقة البيبان ، رفقة أخيه سيدي الحاج محمد (رحمه الله) ، لمواصلة طلب العلم، فأتقن القراءات السبع ،وفن التجويد ، على يد أحد شيوخ الزاوية المسمى "سي الصادق".
مقابلة الأمير عبد القادر (رضي الله عنه) :
في سنة 1260هـجري قمري ،الموافق لعام 1844ميلادي ، أراد الالتحاق بصفوف المقاومة بجيش الأمير عبد القادر (رحمه الله) ،إلا أن هذا الأخير رفض ورأى أنه من الأفضل له مواصلة تعلمه ،والقيام بمهمة التعليم ،والوعظ ،والإرشاد والتوجيه ، وفي السنة نفسها نزل بزاوية سيدي السعيد بن أبي داود (رحمه الله) بزواوة ، لتعلم الفقه ،والنحو ،وعلم الكلام ،والفرائض ،والمنطق ،وغيره، وبرز في ذلك ، وفي السنة الثانية من إقامته بالزاوية ، كلفه شيخه بتدريس المبتدئين ، في السنة الرابعة ،عينه مناوبا له في الدرس، في السنة الخامسة ،أمره بالتدريس في زاوية بن أبي التقى ، قرب برج بوعريريج ، وقام بمهمته أحسن قيام ، وترك هناك أثرا طيبا وذكرا حسنا ، في نهاية السنة الخامسة اجتمع ثلاثة من أعيان وأشراف الهامل هم : محمد زيان الشريف ، إبراهيم بن الحاج ، والسيد أبو الأجدل بن عمر، بالشيخ أحمد بن أبي داود، وطلبوا منه السماح للطالب محمد بن أبي القاسم (رحمه الله) ، بالرجوع معهم إلى قريتهم ونشر العلم هناك، بإذن منهم فكان لهم ما أرادوا، وكتب الشيخ أحمد بن داود جوابا للشيخ يأمره بالتدريس ببلدته، وعاد الطالب إلى بلده ،وذلك سنة 1265 هـجري قمري ، الموافق لعام 1848 ميلادي .
شيوخه في العلم والطريقة :
• محمد بن عبد القادر: الملقب بـ "كريرش" وهو ابن عم الشيخ ، ويلتقي معه في جده ربيح ، فهو محمد بن عبد القادر ،بن ربيح ، وكان من شعراء الملحون، له قصائد عدة في مدح الشيخ محمد بن أبي القاسم .
• سي الصادق : أحد شيوخ زاوية سي علي الطيار ، بمنطقة البيبان ، لم نعثر على ترجمته ، إلا ما ذكره عنه الشيخ محمد بن الحاج محمد ، في الزهر الباسم
• الشيخ أحمد بن أبي داود :(1235/ 1280 هـ -1819/ 1861م) وهو أحمـد بن أبي القاسم بن السعيد بن عبد الرحمن بن محمد وينتهي نسبه إلى سليمان بن أبي داود، ولذا عرف بـ" أحمـد بن أبي داود"، أبو البركات ، الذي سار صيته ،واشتهر علمه في الآفاق ، ولد سنة 1235هـجري قمري ، وأخذ العلم عن والده أبي القاسم بن أبي داود (توفي سنة 1255هـجري قمري الموافق لعام 1838ميلادي )، تولى التدريس بزاوية بن أبي داود ،وهو ابن عشرين سنة ، وظل مدرسا بها إلى وفاته ، أي مدة 25 سنة ينشر العلوم الشرعية ، خصوصا الفقه ،والتفسير ،والحديث ، توفي يوم 6 جمادى الأولى عام 1280هـجري قمري الموافق لسنة 1861ميلادي .
• ـ الشيخ المختار بن خليفة الجلالي : المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الإدريسي الخالدي، ولد بقرية سيدي خالد سنة 1201هـجري قمري الموافق لعام 1784 ميلادي ، حفظ القرآن العظيم ،في سن مبكرة وتفقه على كبار العلماء ،وبرز في العقائد (علم الكلام) ، أسس زاوية أولاد جلال ،التي عرفت شهرة واسعة ، في ظرف وجيز، اشتهر بالورع ونشر العلم ، كما اشتهر بقدرته في التأثير على قلوب سامعيه ، توفي في يوم19 من شهر ذي الحجة الحرام ، من سنة 1277هـجري قمري ، الموافق لعام 1862 ميلادي .
• تدريسه العلم:
• في السنة التي عاد فيها من زاوية الشيخ بن أبي داود أي سنة 1265هـجري قمري ، عام 1848ميلادي شرع في التدريس بمسجد الشرفة المعروف بـ " الجامع الفوقاني"، أقام ثماني سنين لتعليم الناس بالجامع الفوقاني، ولم يفارقه ليلا ولا نهارا إلى تمام سنة 1272هـجري قمري ، أوت عام 1855 ميلادي . في أول سنة 1273هـجري قمري ، 1 سبتمبر 1856 ميلادي ،انتقل إلى قطب وقته الشيخ المختار بن عبد الرحمن بن خليفه ،بزاويته المعلومة بأولاد جلال ولازمه من أول سنة 1273هـجري ، 1 سبتمبر 1856 ميلادي إلى أول سنة 1278هـجري 9 جويلية 1861 ميلادي، وأقام بزاويته المذكورة مدة من الزمن ، ثم رجع إلى بلاده الهامل .
• تأسيس الزاوية القاسمية بالهامل:
• في سنة 1279هـجري قمري ، 1862 ميلادي شرع في بناء زاويته المعمورة بقرية الهامل، الكائنة بدائرة بوسعادة ،في ولاية المسيلة ،الجزائرية ، وأتمها في أول شهر محرم الحرام من سنة 1280هجري قمري ، 18 جويلية عام 1863 ميلادي .
• وفي سنة 1281هـجري ، 1864 ميلادي ، شرع في بناء مسجد جامع للطلبة ، وذاعت شهرة الشيخ (رحمه الله) في المناطق المجاورة، فقصد الزاوية الكثير من طلبة العلم من كل مكان من : المدية ، تيارت ، شرشال ، سطيف ، المسيلة ، الجلفة... وتوافد على الزاوية الأساتذة ،والعلماء ،من جميع الجهات، وتحولت إلى مركز لقاء بينهم ،ومنتدى علمي ثقافي ،يؤمه خيرة علماء البلد ، وصفها أحد الشيوخ فقال:"كانت الزاوية المعمورة ،محلا للعلماء العاملين" ، وكان يرتادها في هذه الفترة ما بين 200 ،و300 طالب سنويا ، يدرسهم 19 أستاذ (شيخ) على رأسهم الشيخ (رحمه الله) ، اهتم بتعمير الأرض ،واستصلاحها ،وزراعتها ، وذلك لتأمين مصدر رزق للزاوية ، فاستصلح عشرات الهكتارات ،بوادي الهامل ،والمناطق المجاورة له، كمرحلة أولى ، وبنى به السدود ،وشق السواقي ورفعها، وجعل كل ذلك وقفا على الزاوية ، يستفيد منه الطلبة والفقراء والمحتاجين، ثم بدأ في مرحلة ثانية بشراء الأراضي الزراعية ،في المناطق الأخرى ،مثل المسيلة ،والجلفة ،وتيارت ،والمدية ،وتيزي وزو ،وغيرها من المناطق، وجعلها أيضا وقفا على طلبة العلم من رواد زاويته ، أوقف أموالا وعقارات وبساتين ،على زوايا شيوخه في أولاد جلال، برج بن عزوز، آقبو، طولقة، والجزائر العاصمة، على مقام محمد بن عبد الرحمن الأزهري، بل هو الذي بنى الحائط الذي يحمى المقبرة ويحيط بها.
آثـاره :
ترك الشيخ رسائل كثيرة منها:
• رسالة في الهجرة
• تفسير سورة القدر
• رسالة في أن الطريقة الرحمانية والطريقة الشاذلية طريقة واحدة
• رسالة في مقامات الأنفس السبعة
• منظومة الأسماء الحسنى....وغيرها من الرسائل.

تلامـيذه :
تخرج على يديه الكثير من طلبة العلم ،ومريدي الطريق، لعل من أشهرهم: محمد المكي بن عزوز البرجي ،والشيخ محمد بن عبد الرحمان الدِّيسي ، وأحمد الأمين بن عزوز، وأبو القاسم الحفناوي....
وفاته :
توفي الشيخ محمد بن أبي القاسم في 1 من شهر محرم الحرام من سنة 1315هـجري قمري ،الموافق ليوم 2 جوان (يونيو / حزيران) عام 1897 ميلادي ، عن عمر يناهز 73 سنة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق