الشيخ أحمد الصغير صادقي
ولد الشيخ أحمد الصغير صادقي سنة : ( 1325هـ) ــ (1907م) ببلدية الزعفران ( ولاية الجلفة ) حفظ القرآن الالعظيم ، على يد الشيخ عبد الرحمان خالدي ، في زاوية جدّه الشيخ أحمد الكبير ( بوادي القصب ) بالزعفران و تعلم مبادئ علوم الدين على يد جدّه ، شيخ الزاوية.
التحق بزاوية الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي ، وذلك سنة ، (1341هـ) ــ ( 1922م) ، فتزود من ثمارها ،وكنوز أسرارها ، فأتقن علوم القرآن المجيد ،و نبغ في العلوم الدينية ،من فقه ،واصول ،وعقائد وكلام ،وحديث ورجال ، و تفسير وتصوف وعرفان ، و تضلع في علوم اللغة العربية ، من نحو ،وصرف ،وفقه لغة ،وبلاغة ، على يد شيخ الزاوية ، الشيخ بلقاسم الهاملي ،و على الشيخين ، سيدي بن عزوز ، وسيدي المكي ، كما أخذ علم المنطق ،و أخذ عن شيخه سيدي بلقاسم الهاملي الورد ، في على الطريقة الرحمانية ، و أجازه في تلقينه لمستحقيه .......
و عاد إلى مسقط رأسه سنة : ( 1344 هـ ــ 1925 م ) و قصد زاوية جده بوادي القصب ،و شرع في تدريس الفقه الإسلامي ( بإذن من جده ) إلى حين اندلاع الثورة التحريرية ،و شارك فيها مشاركة فعالة ،ماديا ،و معنويا، و في سنة 1960 م ،تولى الإمامة بمسجد الزعفران ،و تصدر للتدريس ،فأقبل عليه طلاب العلم ،فأفاد ،و أجاد، وقد وفقه الله تعالى ،لحج بيته الحرام ،وزيارة قبر نبيه ،عليه وآله الصلاة وأزكى التحية و السلام ،و ذلك سنة : 1373 هـ ــ 1953 م.
و كانت له صلة صداقة ،ومحبة قوية ،بالمربي الكبير ،والقطب الشهير ،شيخ زاوية القيشة ،الشيخ بن امحمد بن عطية ، حيث كان لا يغفل عن زيارته ،كلما سنحت له الفرصة لذلك ،و يقول في شأنه " إنه شيخي في ذكر التحميد ( الحمد لله ) هذه الكلمة الطيبة ،التي لا يفتر لسانه عن ذكرها ،في السراء و الضراء ،طوال حياته ". و بدوره كان الشيخ بن امحمد بن عطية ، يزوره سنويا ،مرفوقا ببعض الإخوان ، و كان الشيخ ( رحمه الله ) من كبار علماء عصره ،له اليد الباسطة في المذهب المالكي ، وشهدوا له بذلك ،أقرانه من السادة مشايخ العلم بالمنطقة ،و من صفاته ، الزهد والورع ، والتقوى و الحياء ،كان سخياً جواداً كريماً ،و كان خفيف الظل ،لا يمل الناس ،حديثه مهما طال.
و كان (رحمه الله ) مواظبا على العبادات ،مداوماً على تلاوة القرآن العظيم ،ملازماً على قراءة الأدعية والمناجات ،محافظة على الأوراد والأذكار ،منفتح على الخلق ، بخيره وبركاته ،وبعلمه وارشاده واحسانه ،وكان هينٌ لينٌ خافض الجناح للناس ...
وفاته :
فارق هذه الدنيا الفانية ،وانتقل الرفيق الأعلى ، يوم الأربعاء 19 شهر رمضان المعظم سنة 1419 هجرية الموافق ل 6 جانفي 1999 ميلادية ، و شيع جنازته إلى جانب العلماء والشيوخ ،و أئمة الجمع والأعيان ،خلق كثير، و دفن بمقبرة وادي القصب بالزعفران .
صورة بعد صلاة الجماعة
و قد رثاه تلميذه الشيخ مصطفى شحطة ،بمقطوعة رثاء كان لها وقع مثير في نفوس الحاضرين...
أيا أحمد أتاك اليــــــــقيـــــــــن *** فبشرت لحظة يوم السفـــــــــر
فناداك ربّك في العـــــــــالميــن *** نداء لعبد صبور شكــــــــــــور
فلبيت ذاك النــــــــــدا بيقيــــــن *** لتسكن جنته و نهـــــــــــــــــــر
و هذا المقام إلى المتقيـــــــــــن *** من استغفر الله عند السحــــــر
بشوقك لمن قد مضوا من سنين *** كحاشي و مسعود حبر أبــــــر
فنادوا عليك نداء الحنيـــــــــن *** فهيا لنا قد وفيت العمـــــــــــــر
فكنتم جمانة عقد ثميــــــــــــن *** و قمتم جميعا بسعي و بـــــــــر
و للشعب ستر بحق مبيــــــن *** مصابيح علم هداة البشـــــــــــر
و أنت لشعبك حصن حصيـن *** تقيهم وقاء جليد و حــــــــــــــر
و كيف تركت وراك البنيــــن *** و كيف الجماعة قل ما الخبـــر
و ما حال مسجدكم في التقلين *** فأنت له كصديق العمـــــــــــــر
و يا مسجد قد سمعنا الحنيـــن *** نحن كجذع أحن لخير البشــــر
أيا أحمد أتاك اليــــــــقيـــــــــن *** فبشرت لحظة يوم السفــــــر
فكنت تذود بعلم و ديـــــــــــــن *** بذا كنت فيهم كنور البصــــر
ببذل و جود سخاء قميــــــــــن *** بحلم و لين أديب جديـــــــــر
و قد ظهر النفع للظاهريـــــــن *** نتائج صدق كغيث المطــــــر
لشيخك و جدك كنت الأميـــــن *** بل للقاسمي كريح الزهـــــــر
و صادف موتك الفتح المبيــــن *** فوافق قبرك وتر العشــــــــر
رضاء عليكم من السابقيـــن *** سلام عليكم ممن قد حضـــــر
سلام عليكم من الوافديـــــن *** و طبتم مقاما و طاب الأثـــــر
عن كتاب "تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد بمنطقة الجلفة و ضواحيها"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق