الخميس، 30 أبريل 2015

معنى العقيدة والالتزام بها




معنى العقيدة والالتزام بها

 

  •  معنى العقيدة :
  •  
  • العقيدة لغة ،من عَقَََََدَ يَعْقِد عقْدا. ومعاني هذه المادة في اللغة ، تفيد الإحكام والرسوخ والثبات. يقول ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة": "العين والقاف والدال أصل واحد يدل على شَدٍّ وشدة وثوق"( انظر مادة عقد.). واصطلاحا تطلق العقيدة على ما كُلِّف المسلم بالإيمان به ،والتصديق بأنه حق ،من مسائل الغيب. ويشمل هذا التكليف أركان الإيمان ،الواردة في حديث جبريل: أي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره(البخاري: كتاب الإيمان؛ باب سؤال جبريل النبي عن الإيمان والإسلام). ووجه تسمية الإيمان بهذه الأركان عقيدة ، أنه مطلوب من المكلف ، أن يعقد عليها قلبه ،فلا يداخله فيها الشك بحال؛ إذ التردد في بعضها ،كالإيمان بالله ، أو بالرسل ،صلوات الله وسلامه عليهم ، أو إنكار البعض الآخر ،من غير شبهة تأويل ،كإنكار القضاء والقدر أصلا؛ كفر وضلال.
  •  
  • الالتزام بالعقيدة :

  • وإذا كانت أركان الإيمان تشكل في مجموعها عقيدة المسلم؛ فإن الالتزام بهذه العقيدة ، يعني الحرص كل الحرص ،على تحقيق الانسجام بين مفرداتها ،وبين حياة المسلم ،بمختلف جوانبها وأبعادها.

  • ففي مجال الفكر والعلم ،تقتضي العقيدة مثلا ،أن يكون الوحي مصدرا من مصادر المعرفة المعتبرة ،سواء تعلق الأمر بالماضي ،الذي لم ندركه ، أو بالمستقبل ، الذي لا نعرفه.
  •  
  •  وفي مجال العبادات ،تقتضي العقيدة مثلا ،أن يحافظ المسلم على الصيغ التي حددها الوحي للشعائر ،طريقة ،ومقدارا ،وتوقيتا، وأن يستحضر –وهو يقوم بها- كل معاني التذلل ،والخشوع ،والمحبة نحو خالقه ،سبحانه وتعالى.

  • وفي مجال السلوك الشخصي ،والعلاقات الاجتماعية ،تقتضي العقيدة مثلا ،أن يتصرف المسلم ،انطلاقا من نظام من القيم ، لا يحيد عنه؛ كالصبر على المصائب ، والرضا بما قدر الله تعالى عليه ،مما لا يستطيع مدافعته، ونبذ الخيانة ،والكذب ، اللذين لا يتصور صدورهما ،من مؤمن حقيقي، وإطعام الجار ، الذي لا يجد ما يسد به رمقه.. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(
    رواه الشيخان)
  •  
  • ولذلك نجد كثيرا من نصوص الشرع ،تطلق على الأعمال اسم الإيمان؛ كقوله عز وجل مخاطبا الصحابة ،مطمئنا إياهم على قبول صلواتهم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة: (وما كان الله ليضيع إيمانكم)( سورة البقرة الآية 143.)
  •  
  • وفي الحديث الصحيح: «الإيمان بضع وسبعون –أو بضع وستون شعبة- فأفضلها قول لا إله إلا الله ،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان»(رواه مسلم في كتاب الإيمان باب بيان عدد شعب الإيمان... رقم 58. وفي رواية البخاري الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان. كتاب الإيمان. باب أمور الإيمان. رقم 9.).
  •  
  •  يقول القاضي عياض –رحمه الله- «فقد أطلق الشرع على الأعمال إسم الإيمان؛ إذ هي منه وبها يتم»( إكمال المعلم بفوائد مسلم 1/ 203. ط دار الوفاء: المنصورة. 1419هـ/ 1998م.) .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق